كتّاب

أدوية تعالج كل الأمراض!!

تمتلئ منصات التواصل الاجتماعي بطوفان من الدعايات الخطيرة لـ»أدوية» وعلاجات ومستحضرات ومواد اغلبها تركية: أعشاب، شراب، قطرات، كريمات وحبوب. يدعي منتجوها انها تشفي بنسبة شبه مطلقة من امراض السكري، الضغط، التجاعيد، الشيخوخة، الضعف الجنسي والعقم. باختصار هي مستحضرات و»ادوية» تعالج كل الأمراض !!. وهي بالطبع تدر عشرات ملايين الدولارات على مروجيها، لأن بسطاء الناس تصدق. ولان الغريق يتعلق بالقش والزبد. ولأن التحذير منها لم يصل إلى منصات التواصل، علما أن التحذير والمتابعة تتم مع الجهات المختصة منذ عام 2015 كما اخبرني الدكتور هايل عبيدات مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء.
لو كان ما يزعمون من قدرات علاج خارقة لهذه «الأدوية» والمستحضرات، صحيحا، لحصل من وجد معادلتها على جائزة نوبل في الطب ومقدارها مليون دولار !! فنسبة مرضى السكري في العالم  هي1 من كل 11 ووصل عدد المصابين به إلى نحو 422 مليون انسان عام 2016 حسب منظمة الصحة العالمية،  يكلف علاجهم 850 مليار دولار سنويا حسب الاتحاد الدولي للسكري !!
لو صح اكتشاف علاج لمرض/وباء السكري، لأبرمت شركات تصنيع الأدوية، مع مكتشف العلاج، عقودا بعشرات مليارات الدولارات. مما يعزز القناعة بأن الأمر احتيال واستغلال واغتيال.
والمشكلة ان من يصدقون هذه الترهات ستطالهم اضرار صحية فادحة قد تكون قاتلة، لأنهم سيرمون ادويتهم المعتمدة وسيتكلون على أكاذيب الشفاء المدمرة. و لإتقان الأكاذيب تلك يعلن منتجو تلك «الأدوية» والمستحضرات ان نسبة الشفاء هي 96 %، من اجل ان يحسب جميع الذين لا يشفيهم الدواء، أنفسهم من
الــ 4 %.
والملاحظ انه يتم نشر هذه الإعلانات التي يتم طلبها «أون لاين»  بدون اجازة وموافقة رسمية اردنية. وهو مؤشر كافٍ على أنها ليست مأمونة.
وهذا نموذج لأحد الإعلانات: بعد استعمال كريم (….) لاحظت السيدة (….) تحسنًا ملحوظًا في وجهها. وبعد مرور أسبوعين فقط، تأكدت أن هذا العلاج فعال حقًا. فقد ذهبت التجاعيد في جبهتها وبين حواجبها إلى حد كبير، وكذلك التجاعيد المحيطة بالعينين، وأصبحت البشرة أكثر نعومة من ذي قبل. بفضل هذا الكريم ستتحسن بشرتك بشكل مفاجئ في 30 يومًا.
الدكتور هايل عبيدات قال لي ان بعض هذه المستحضرات يؤدي الى خطر الإصابة بنوبة قلبية او سكتة دماغية.
(heart attack or stroke)
ليست هذه المنتجات مأمونة وموثوقة لمجرد أنها تركية. فبعض المستحضرات الأردنية الموجهة للشعب الأردني مغشوشة!!

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *