كتّاب

نحن نشوّه وجه الأردن الجميل!!

نحن وليس اعداؤنا، من نترك النفايات والأكياس البلاستيكية وعلب المشروبات الغازية -وغيرالغازية- في غاباتنا الخلابة التي عمرها ملايين السنوات وفي المواقع السياحية والأثرية والمواقع الدينية. وحتى في اضرحة ومقامات الصحابة والشهداء!!
هذا فساد تصل كلفة ازالته إلى مئات ملايين الدنانير. وهو تشويه جاهل لا يجوز أن يستمر.
واليكم هذه الملاحظة من سائح اجنبي احب بلادنا واوجع قلبه اننا لا نحبها مثلما فعل.
بعد جولة امتدت اسبوعين في بلادنا، خرج السائح الأجنبي بانطباع رائع عن الأماكن التي قام بزيارتها: البتراء، وادي رم، محمية الموجب، محمية ضانا، جرش، المغطس، مأدبا، القصور الصحراوية، البحر الميت، البحر الاحمر والعقبة. والعديد من المواقع السياحية والأثرية.
لكن المشكلة المعيقة المنفرة التي اصبحت تشكل احراجا لبلادنا هي «ظاهرة» ضعف النظافة او انعدامها في الأماكن السياحية.  اكياس النايلون والقمامة متفشية في كل ارجاء الوطن.
وقد لاحظ السائح ان العقبة نظيفة. وان عمان أقل نظافة. وان في الأردن الجميل مناطق اثرية وسياحية لا نظافة فيها ولا مياه في حماماتها، رغم أنها مواقع أدرجت على التراث العالمي وليست مواقع هامشية !!.
ويقول السائح الأجنبي: لا تكون هذه الدرجة من تدمير البيئة والإساءة الشديدة للأردن، الا اذا كان المواطن الأردني يكره بلده الجميل !!
ولا يزال السائح المأخوذ بالأردن يسأل مدهوشا: اين هي الحكومة؟ وأين هي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية؟ أين أنتم يا أهل الأردن؟  كيف لا تطلقون حملات وطنية كبرى لمعالجة هذه الظاهرة البارزة المؤذية المنفرة ؟.
ويستمر الرجل في التفجع علينا: الأردن بلد في غاية الجمال. وإذا كنتم  لا تملكون النفط فأنتم تملكون مواقع تاريخية ودينية واثرية وبيئية و مرت على بلادكم حضارات عمرها آلاف السنوات. إضافة إلى ما لمسته وعاينته: شعب طيب وكريم. بلد آمن ومستقر. ملك شاب مستنير له احترام واسع في العالم.
يا اهل الأردن الأحباء، المطلوب على وجه السرعة هو: الاهتمام بالنظافة. الاهتمام بالنظافة. الاهتمام بالنظافة. ثم  الدعاية والترويج والتسويق. لا انصح أن تطلبوا من السواح، زيارة مواقع بلادكم السياحية الجميلة، التي تنقصها النظافة !!
ان تحدي تنظيف غاباتنا ومواقعنا السياحية والأثرية والدينية، يحتاج إلى وقفات وطنية عاجلة، أرى انها أهم من كل ما عداها من الوقفات.

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *