وطني العظيم وحضن النشأة الكبير،مهدي لا تجزع عد ابتلع دمعتك كما ربيتنا كلما اشتد الخطب اشتددنا بك عزم وعزة وكبرياء صامت ورفيف صوتك الصادق يعانقنا كل برهة زمن، فلا تجزع نحن نمتص دمعتك كلما فاضت حزنا على أحد أبنائك،نمتصها وامتصصناها البارحة في الخميس الأسود وانت الشاهد على كل قلب أردني واردنية سالت مقلهم بأعظم من غزارة السيل الغادر الذي تمكن من صغار ورداتك،نمتصها عنك ليس فقط ردا لجميل حضنك،بل شعورا يسيرا من اخلاصنا لجميل جميلك حين حبونا على تراب مجدك لتشيدنا رجالا عظام ونساء قاهرات لنوائب الدهر ،شيدتنا ان نبقى وأنت حابسي الدمعة كلما مال حمل الزمان علينا وعليك……
وطني الاشم أطفال البحر “رجالا” لم يخلوك كرها ولا رحيلا بالبعد عنك،وطني هم في رحلة المجد لباطنك الى عمق ترابك تحفهم ذرات صدقه مجبولة بلبن أم رؤوم اغدقت كما أنت على ولدها حنانا وحبا لك ولها ليمضي بشموخ عزك،وأن نامت البارحة بحسرة لوعتها وقسوة بقعة الابتلاع الميتة،ما ذنبهم وما ذنبك ان أصبح على ترابك بقع ميتة بلا ضمير كما البعض بيننا،وطني ألست الشاهد عليهم حين تقبل الشمس جبينك وهم يغردون لك لينثروا جميل عبق شهامتك عليك،اليوم هم لعمق عمق حضنك مشيعون بعد أن غسلتهم الدموع وودعتهم تمتمات الحزن والاسى وكفنتهم دعوات الضارعين لربهم في صلاة غائب للفردوس الأعلى بإذن جبار السموات والأرض…..
وطني….بك نسمو ونشتد عزيمة ونحن نقلب قصة حبنا الأزلية لك وطني ما تركوك، إلا خانتهم الضمائر الجافة،حتما سينادوك كما الشرفاء من أبنائك صباح مساء بصوت واحد،أنت أعز من الهجران،وأعظم من الفراق،وأكبر من النسيان،وطني اليوم نعزيك وكل يد أردنية مخلصة لك ولابنائك متضرعين لله رحمة واسعة لأرواح شهداء العلم والغرق،ماضين بمشعل رسالتك إلى أمتك…..
إنا لله وانا اليه راجعون.
نضال مدالله الخرشة
