بالرغم من اسدال الستار عن قضية فاجعة البحر الميت باقالة او استقالة وزيرين عاملين في الحكومة واتهام نيابي لعدة جهات رسمية بتحمل المسؤولية الاخلاقية والقانونية ورغم توقيف النيابة العامة 8 اشخاص من القطاع العام والخاص وبالرغم من مضي اكثر من اسبوعين على الفاجعة ورغم تشبيه ذاكرة الاردنيين بذاكرة الذبابة وانهم سينسوا تلك الفاجعه بحدوث اي امر اخر الا ان الامر هذه المره مختلف فالجرح عميق والوجع لا يحتمل، وتكاد لا تخلوا جلسة من تناول تلك الاحداث.
منذ اللحظات الاولى بل قبل وصول الاجهزة المعنية هب الاردنيون هبة رجل واحد وتحولوا جميع لرجال دفاع مدني “غطاسون واطباء وممرضون ومسعفون” رغم انهم لم يمارسوا هذه المهن من قبل وهنا لا ننتقص من عمل الجهات المختصة سواء الدفاع المدني او رجال الامن العام والقوات المسلحة فكان عملهم باعلى درجات الاحترافية، بالاضافه الى استشهاد مدنيين كانوا يحاولوا انقاذ ابناء وطنهم.
نسوق ما قدمنا ونتساءل هنا عن دور مركز الاسعاف الجوي المملوكة للحكومة والتي اطربونا فيه اعلاميا ويديره مجلس ادارة وموظفون وطائرات وطيارون وكوادر مؤهلون، فلم نسمع اي تصريح رسمي عن هذه الشركة ولا عن دور لها من بعيد او من قريب في فاجعة البحر الميت او ما حدث من فيضانات وسيول مؤخرا، ام ان دورها يقتصر على اسمها فقط ويقتصر على البرستيج وانقاذ المؤمنين فيها فقط وبارقام خياليه.
لماذا لم تتطرق اللجنة النيابية التي حققت بالفاجعة لهذه الشركة ولماذا لم تتطرق اللجان الحكومية المشكلة لدور ومسؤولية هذا المركز وهل هو شركة على غرار بعض المؤسسات والهيئات المستقلة التي وجدت لاصحاب الذوات واستنزفت اموال الخزينة؟
وهنا اتساءل ايضا ان كانت هذه الشركة الحكومية قائمة على ارض الواقع فمتى يأتي دورها ام ان فاجعة البحر الميت وسيول الجنوب بنظرهم صغيرة ولا ترقى الى اهتمامهم وهل ينتظرون اكبر من تلك الفاجعة حتى يتحركون!
ومن منطلق الحرص على حياة المواطنين ولان الوقت مهم جدا في مثل هذه الظروف والدقائق تشترى بأغلى الاثمان، ولاننا نعلم جيدا ان هذا المركز على قدره عاليه من الحرفيه وان استفدنا من خدماته سنوفر الكثير من الاروح التي ازهقت بغير وجه حق، اتمنى على الحكومة ان تلحق هذا المركز بجهاز الدفاع المدني او للمركز الوطني للامن وادارة الازمات فهم ليسوا بحاجة لمجلس ادارة ولا تنظير اعلامي بقدر حاجة الوطن والمواطن لهم، وبذلك تكون على اهبة الاستعداد تحت جناح الدفاع المدني او المركز الوطني للامن وادارة الازمات كما اسلفت في اي حادث مشابه لا سمح الله خاصة واننا دخلنا في فصل الشتاء ورأينا كوارث في دول مجاورة صديقة وشقيقة جراء الامطار.
اضافة الى ذلك ان هذه الشركة لن يقتصر عملها في فصل الشتاء فينتظر منها العمل في الكوارث الطبيعية الاخرى كالزلازل وانزلاقات التربة وحوادث السير.
حمى الله الوطن وشعبه تحت ظل القياده الهاشميه.
سامي خلف وادي الخوالدة