يغتنم العالمُ منصات التواصل الاجتماعي لتحقيق مليارات المنافع والبيانات والمعلومات، في الساعة الواحدة، فـ»المنصات» توفر جهدا و وقتا ومالا وطاقة لا تقدر بثمن. وتُمكِّن من المعرفة وتعزز القدرة على الابتكار والإبداع.
وقد فتحت منصات التواصل الاجتماعي مسرحا كونيا واسعا للمعرفة والثقافة والمعلومات والتواصل والانفتاح والصداقة والمحبة والتعاون ومعرفة امور الحياة والدين وكشف المتاجرين به.
ولكن الهمل الذين اعنِيهم جعلوا «المنصات» نقمةً وسخطا ولعنة وهدرا. هؤلاء «السَّقَط» المصابون بالحالة المرضية التقليدية «عقدة التنورة» المتفاقمة، التي أصبحت «عقدة التنانير»، ينفثون عُقَدَهم على صفحات النساء المستورات، معتمدين على حرصهن على الستر وعلى عفتهن التي تحول بينهن وبين فضح المتطفلين وسوقهم إلى القضاء.
تجأر السيدات العفيفات بالشكوى المرة، من درك الانحطاط السحيق والانحدار الأخلاقي ويتناقشن في شكل التصرف حيال التطاولات والتحرشات المتفاقمة ويلاحظن بدهشة، أن هذا «المس» والعطب، يمتد في المجتمع افقيا وعاموديا، ويشمل كل الاعمار. يشمل شبانا يافعين ورجالا في مقتبل العمر وأول الزواج وكهولا يزجون انفسهم في حالة بائسة من المراهقة والتصابي والتهالك، ويلاحظن ان هذا الوباء يشمل مناصب مختلفة ومواقع لا حصر لها. ويقلن انه وباء مقزز خطر، يجب التصدي له، لما له من آثار عليهن.
هذه المعاناة النسائية المرعبة من المصائد والمكائد، والتودد والتلبد، والمضايقات الخانقة على منصات التواصل الاجتماعي، تؤشر على فداحة الانفلات الاخلاقي.
استغل الإرهابيون وتجار المخدرات والجنس، النعمة التي قدمتها منصات التواصل الاجتماعي للبشرية، التي هي خلاصة التطور والابتكار والابداع، وتعربش عليها صنف قميء من البشر، تسللوا إلى صفحات السيدات والفتيات تحت اقنعة مختلفة، فاتحين صدورهم وقلوبهم وجيوبهم وصداقاتهم وخدماتهم !!. مستخدمين وسائل غبية من التضليل والدجل والإيهام والتغرير وانتحال علاقات ومؤهلات وقدرات على تقديم خدمات وترقيات ووظائف.
وقد وصل الشرر الى حدود لا يمكن السكوت عليها. إذ تتلقى السيدة عرضا كاذبا مُجرّما، يتضمن حث السيدات المتزوجات على تطليق ازواجهن، لأن روميو مستعد للزواج، لإثبات صدق «العاشق» واعجابه وحبه وتعلقه.
ناهيكم عن اشكال الطمع والابتزاز الجنسي والمالي وخلافها، التي تمارس ضد المطلقات. والتغرير بالبنات الذي وصل الى حدود ما يصفنه بأنه يعقّد البنات وينفرهن من رخص الرجال، وخاصة المتزوجين والكهول، الذين يوجهون برعونتهم، رسالة ظالمة هي انه لا امان لرجل.
النساء اللواتي يشتكين وتصل قضاياهن إلى البحث الجنائي والى وحدة مكافحة الجرائم الالكترونية لدى الامن العام، يتم الاهتمام الفائق بهن. ويتم جلب المتحرش والتحقيق معه. لكن العديد من القضايا يتم التصالح عليها هناك، فلا تحال الى المحكمة، حرصًا على الستر.
محمد داودية