كتّاب

ضربات أم هجمات أم عدوان ؟! (1-2 )

ارتكبت الدول الثلاث، اميركا وبريطانيا وفرنسا، التي قارفت القصف الجوي على سوريا فجر امس، ارتكبت من الفظائع والجرائم ما لا يمكن ادراك هوله.
يقول الرئيس ترامب في خطاب للشعب الأميركي «ان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تكافح ضد الهمجية».
حسنا اليكم تفاصيل أعداء الوحشية والهمجية:
قصف الجيش الاميركي مدينة هيروشيما بالقنبلة الذرية «الولد الصغير» في 6 آب 1945 وقتل 140 الف ياباني. وقصف مدينة ناكازاكي بالقنبلة الذرية «الرجل البدين» بعد 3 أيام وأوقع 80 ألف قتيل.
وقامت الطائرات الأمريكية برش حقول الأرز، طعام شعب فيتنام الرئيسي، بالمبيدات فقضت عليها وجوّعت الناس. وقصفت فيتنام بقنابل النابالم (من تطوير مجموعة كيميائيين أمريكيين أثناء الحرب العالمية الثانية، بقيادة العالِم لويس فيزر).
وارتكبت القوات الامريكية في الـ 16 من آذار 1968 مجزرة «ماي لاي» في فيتنام التي أودت بحياة 400 مدني هم سكان القرية كافة. وقصف الجيش الأمريكي في الـ 13 من شباط ملجأ العامرية في بغداد، وكانت مجزرة أودت بحياة 400 مدني قصفتهم طائرة إف 117 بقنابل «ذكية».
قال الرئيس الامريكي جون كيندي في مناكفة متبادلة مع الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف: عندي قنابل نووية استطيع بها تدمير العالم 100 مرة. فرد عليه خروتشوف: عندي قنابل نووية استطيع بها تدمير العالم مرة واحدة، فلا حاجة لتدمير العالم اكثر من مرة واحدة.
الاعتداء الذي وقع امس لن يغير في موازين القوى ولن يطيح الأسد. فهو اعتداء ذو مضمون اعلامي لن يرضي أحدا! خاصة ان منظمة حظر الأسلحة الكيماوية باشرت أعمالها امس. والسؤال هو: لماذا لم تتمهل عليها الدول الثلاث حتى تنهي تحقيقها؟!
فهل هي بداية قصف لمحاولة تعديل موازين القوى ودعم موقف المعارضة في التفاوض؟
لا يمكن ان ننزع الخلاف-الصراع الدبلوماسي البريطاني الروسي المتمثل في تسميم العميل المزدوج الروسي البريطاني، العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرغي سكريبال، من اصرار بريطانيا على ضرب سوريا واحراج حليفها الروسي.
سينتهي هذا «العلاك» و»العراك الدبلوماسي» باتفاقية يالطا جديدة، تتقاسم النفوذ بموجبها، روسيا وتركيا وايران وبريطانيا وفرنسا. وتسهم في تحجيم الصين تحديدا. فهذه الدول أعقل من أن تقبل ببقاء الوضع الراهن القابل للانفجار وانتقال الحرب المكلفة المدمرة إلى ساحاتها. واستمرار تمدد السلع الصينية على خريطة العالم.
اما الحلفاء الايرانيون فهم يدينون كما افعل انا وكما تفعل انت!. والروس يتحدثون عن «رد قانوني لا عسكري على العدوان» وهاهم يلجأون إلى مجلس الامن حيث تموت اكبر القضايا واعدلها وتكفن وتدفن.
ونقول للمرشد ما قاله المتنبي: لِمَن ادّخرتَ الصارمَ المصقولا؟.
ومعلوم ان كل جيوش الدول العظمى لديها سلاح كيماوي وبيولوجي وجرثومي ونووي وهيدروجيني
ونتساءل عن السلاح النووي والأسلحة المختلفة: لمن هذه الاسلحة إذا لم تكن لإفناء الشعوب مدنييها وعسكرييها؟؟؟
يوجد في العالم 15 الف رأس نووي حسب معهد ستوكهولم لابحاث السلام، لدى روسيا واميركا وفرنسا والصين وبريطانيا وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية.
حسنا. ليت ان العالم يطور نظاما امنيا عسكريا أخلاقيا لردع أو لتأديب الأنظمة السياسية الدكتاتورية التي ترتكب جرائم بحق الانسانية وحقوق شعوبها. هذا النظام لو تم وضعه لبدأ بجرائم الحكم العنصري الإسرائيلي ضد الشعب العربي الفلسطيني ولوضع يديه على سلاح إسرائيل النووي المكشوف المعروف. لكنها المقاييس الظالمة التي تخلو من الشرف والعدل والحق التي تدفعنا إلى الوقوف ضدها.
لا توجد رحمة ولا شرف ولا أخلاق ولا قوانين في الحروب. والمتحاربون، كل المتحاربين، يتماثلون ويتشابهون ويتوازون في وحشيتهم.
لعلنا نستذكر غدًا شيئًا من آثام الهمجية البريطانية والفرنسية وأيضًا همجية الأنظمة السياسية العربية.

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *