عربي ودولي

“داعش” ينازع للدفاع عن آخر جيوبه والسقوط الأخير خلال أسابيع

اخبار الاردن – یتوقع خبراء عسكریون ومختصون في التنظیمات الارھابیة؛ أن تنظیم ”داعش“ الارھابي سیشھد خلال الاسابیع القلیلة المقبلة، سقوطھ المكاني الأخیر، جراء ضراوة الحرب التي تشنھا علیھ قوات سوریة الدیمقراطیة والتحالف الدولي، حیث ینازع الیوم للدفاع عن آخر جیوبه بمنطقة ”الباغوز“ السوریة.
وفي الوقت الذي أكد فیھ ھؤلاء الخبراء ان سقوط ”داعش“ الارھابي وخسارتھ كل الاراضي التي احتلھا لسنوات قریبا جدا، بحیث لن تبقى لھ أي سیطرة على الارض، أكان في سوریة او العراق، لكنھم حذروا من إعادة تحالف بقایا ھذا التنظیم مع تنظیم ”القاعدة“ الارھابي، لیتولد عنھما تنظیم إرھابي جدید.
ولفت خبیر الاستراتیجیات الدفاعیة اللواء المتقاعد الدكتور فایز الدویري، ان ھناك مجموعات من ”داعش“؛ عبرت نھر الفرات مؤخرا، نحو أطراف مدینة ادلب، تمھیدا لالتحاقھا بـ“القاعدة“، الذي یتواجد عناصره في ادلب، ویرجح أن یشكلا تنظیما جدیدا.
وحول مصیر ”داعش“؛ قال الدویري لـ“الغد“، ان القضاء على ھذا التنظیم مسألة أكبر من قوات سوریة الدیمقراطیة، وعندما یتم الحدیث عن ھذه القوات شرق بادیة الجزیرة وشمال شرق الفرات، وحتى الحدود العراقیة، فھي تشیر الى مفھوم السیطرة المكانیة، اي انھ بعد السیطرة على الباغوز، ستنتھي السیطرة المكانیة للتنظیم الارھابي، لكن القضاء على ھذا التنظیم
وعناصره وقیاداتھ یحتاج لجھود اكبر، كونھ منتشرا في الجزیرة على شكل خلایا نائمة.
واضاف ان ھناك وجودا لـ“داعش“ خارج بادیة الجزیرة، ففي سوریة والعراق، ھو موجود في العدید من المناطق.
وكانت قوات سوریة الدیمقراطیة أكدت الأحد اقتراب انتھاء معركتھا مع تنظیم ”داعش“ في شرق سوریة، مع ترجیحھا وجود نحو خمسة آلاف مقاتل محاصرین في جیب ”الباغوز“، حیث یتعرض ھذا الجیب لغارات وعملیات قصف لیل نھار، وذلك بعد ان كثفت الفصائل الكردیة والعربیة المدعومة من التحالف الدولي بقیادة واشنطن منذ بدایة العام الحالي، عملیاتھا العسكریة ضد آخر معقل للتنظیم في ”الباغوز“، في إطار ھجوم تشنّھ منذ أیلول (سبتمبر) في ریف دیر الزور الشرقي.
ُومني التنظیم الذي أعلن في العام 2014 إقامة ”الخلافة الإسلامیة“ على مساحات واسعة سیطر علیھا في سوریة والعراق تقدر بمساحة بریطانیا، بخسائر میدانیة كبیرة خلال العامین الأخیرین بعد سنوات أثار فیھا الرعب بقوانینھ المتشددة واعتداءاتھ الوحشیة.
من جھتھ؛ قال اللواء المتقاعد الطیار مأمون نوار خبیر الاستراتیجیات الدفاعیة، ان ”داعش“ لن یزول نھائیا؛ بالرغم من خسائره الفادحة، وسیعود للجذور التي أنشئ منھا، عبر تشكیل عصابات ارھابیة، وخلایا نائمة وجیوب متناثرة في مناطق سوریة والعراق.
واضاف ان الظروف التي نشأ فیھا التنظیم الارھابي ”ما تزال موجودة“، ابرزھا الحوكمة (الادارات السوریة العراقیة) التي ما تزال توفر حواضن لھ بسبب سوء ادارتھا، مشیرا الى أنھ تنظیم سیعمل بعد سقوطھ بطریقة لامركزیة، وسیترك لقادتھ المیدانیین حریة تنفیذ العملیات الارھابیة او الانسحاب.
وحسب ابو نوار؛ ھناك خلایا نائمة لـ“داعش“ الارھابي في عدة مناطق بسوریة والعراق، لافتا الى انھ، سینتھج عقدیة حرب العصابات والتنظیمات الارھابیة في القتال، بعیدا عن حروب الجیش المنظم، الذي كان یسعى لتأسیسھ ودعمھ بتحقیق اھدافھ العسكریة.
واشار الى وجود فكر داعشي متطرف، حملتھ یظھرون على ھیأة ذئاب منفردة ینتشرون في العالم، لافتا الى ان ھذه الذئاب تعمل لصالح ”داعش“؛ دون ان ترتبط بھ تنظیمیا، لافتا الى ان الضعف الذي یلحق ھذا التنظیم قد یدفع بعناصره، وتحدیدا بعد خسارتھ معقلھ الاخیر (الباغوز)، الالتحاق او الانضمام الى تنظیم القاعدة، لافتا الى ان ذوبان ”داعش“ سیخلق تنظیما ثالثا.
ونوه نوار الى انھ ما دام الفكر الذي یحملھ التنظیمان ”القاعدة“ و“داعش“ متطرف، فإن إعادة التحالف ستكون قائمة؛ ما دام ”داعش“ في مراحل سقوطھ الاخیرة ویبحث عن حاضنة.
خبیر الدراسات بالتنظیمات الاسلامیة المتطرفة حسن أبو ھنیة؛ قال إن ”داعش“ منذ عام 2017 بسبب خسائره المتلاحقة على الارض، وفقدان سیطرتھ المكانیة، تحول الى العمل السري وغیر المركزي، وخسر كل اراضیھ وسیطرتھ المیدانیة، باستثناء جیب صغیر في منطقة الباغوز، وسیفقدھا خلال الایام المقبلة.
وأضاف أن ھناك اجماعا بین الدوائر الاستخباراتیة ومراكز البحوث والخبراء؛ على ان التنظیم سیبقى وینفذ ھجمات انتقامیة، وفق تكتیكات حرب العصابات، لذلك نھایة ھذا التنظیم قد لا تكون سھلة، فثمة تقاریر تشیر الى نوع من التعاون مع ”القاعدة“، قد یصل الى حد الاندماج في مراحل لاحقة على المدى البعید.
”داعش“ الارھابي كان جزءا من ”القاعدة“ حتى العام 2013 ،والاصل أنھما تنظیمان مشتركان وبینھما وشائج فكریة، لكن ھناك اختلافات ایضا، وخصوصا فیما یتعلق بالاستراتیجیات العسكریة، حسب ابو ھنیة.
وبین أبو ھنیة أن ”القاعدة“ یفضل تنفیذ عملیات منظمة انتقامیة سریة، في حین ان ”داعش“ ینفذ خطتھ عبر جیش منظم في نطاق دولة ذات ھیكل اداري وتنظیمي، وقد تمكن من فعل ذلك، لانھ یسعى الى تشكیل دولة كما فعل في 2014 ،ثم انھارت دولتھ في نھایة 2017.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *