لعلها العبارة الأكثر وضوحا في أحاديث جلاله الملك التي تحدث بها اليوم في الزرقاء وأشار فيها إلى أن هناك من يضغطون على الأردن في موضوع القدس وحتى الوطن البديل، وكانت رساله الملك باتجاهين الأول الجهات التي تمارس الضغط والثاني للأردنيين الذي أكد الملك أنهم معه، رسالة بأن الأمر ليس سهلا بل هناك أمر كبير يستحق وقفه الأردنيين بل العرب والمسلمين.
وحين نتحدث عن ضغوطات الدول على دول أخرى فإننا لا نتحدث عن أمور عادية بل عن إجراءات سياسية واقتصادية وعمليات عبث بأمن الأردن واستغلال أزمته الاقتصاديه، ولهذا نفهم حديث الملك ليس فقط تأكيدا على موقفه وموقف الأردن والأردنيين من ملف القدس وهويه الأردن، بل يريد أن يقول لنا إن علينا واجبا تجاه أنفسنا وبلدنا، وأن حمايه الأردن والدفاع عن مواقفه يحتاج منا جميعا إلى تعامل رفيع المستوى.
الملك لا يحب الحديث الطويل ويفضل الإيجاز ولهذا فالعبارات القليلة التي قالها تحمل الكثير من التفاصيل والمواقف والرسائل، فالدفاع عن القدس وهويتها وعن الأردن وهويته واستمراره معركة بقاء ولا يمكن أن تتم إلا بأدوات مختلفة، ووعي خاص يشبه الحالة التي حقق فيها الأردنييون انتصار الكرامة على العدو الصهيوني والذي نعيش في ظلاله وبطولات رجاله من شهداء وجرحى وأبطال.
ما قاله الملك من أهم ما قال خلال الفترات الأخيرة ،حديث له ما بعده وهو ليس شعارا بل عنوانا للمرحلة السياسية القادمة.
سميح المعايطة