اخبار الاردن – استنكرت الجامعة العربیة الإعلان الذي صدر الیوم الاثنین، عن الرئیس الأمریكيٌ دونالد ترامب بالاعتراف بسیادة إسرائیل على الجولان، مؤكدة أنھ إعلان باطل شكلاً وموضوعاً، ویعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحاً ونصاً تخصم من مكانة الولایات المتحدة الأمریكیة في المنطقة، بل وفي العالم.
وقال الامین العام للجامعة أحمد أبوالغیط: “ إن ھذا الإعلان الأمریكي لا یغیر من وضعیةٌ الجولان أرض سوریة محتلة، ولا تعترف بسیادة إسرائیل علیھا وھناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكید ھذا المعنى، أھمھا القرار 497 ودعا إسرائیل إلى إلغاء قرار ضم الجولان“.
وأضاف أن شرعنة الاحتلال ھو منحى جدید في السیاسة الأمریكیة، ویُمثل ردة كبیرة في ُ الموقف الأمریكي الذي صار یتماھى بصورة كاملة مع المواقف والرغبات الإسرائیلیة، مشدداً على أن العرب یرفضون ھذا النھج، وإذا كان الاحتلال جریمة كبرى، فإن شرعنتھ خطیئة، فالقوة لا تنشئ حقوقاً ولا ترتب مزایا، والقانون الدولي لا تصنعھ دولة واحدة مھما كانت مكانتھا، ودیمومة الاحتلال لفترة زمنیة -طالت أم قصرت- لا تُسبغ علیھ شرعیة.
وأكد الأمین العام لجامعة الدول العربیة أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وھو موقف یحظى باجماع عربي واضح وكامل، وستعكسھ القرارات الصادرة عن القمة المرتقبة في تونس مطلع الأسبوع القادم.
وعلى صعید متصل، اعتبرت وزارة الخارجیة السوریة اعتراف الرئیس الأمریكي دونالد ترمب بسیادة إسرائیل على الجولان السوري المحتل انھاكا للقانون الدولي، مؤكدة على أن تحریر الجولان حق غیر قابل للتصرف.
ونقلت وكالة ”سانا“ الرسمیة السوریة عن مصدر مسؤول في الخارجیة السوریة، الیوم، قوله: ”في انتھاك للقانون الدولي ومیثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، الرئیس الأمریكي دونالد ترمب یوقع قرارا یعترف بسلطة الاحتلال الإسرائیلي على الجولان العربي السوري المحتل“.
وأضاف المصدر أن قرار ترمب ”اعتداء صارخ على سیادة ووحدة أراضي الجمھوریة العربیة السوریة“، وأنھ ”یمثل أعلى درجات الازدراء للشرعیة الدولیة وصفعة مھینة للمجتمع الدولي ویفقد الأمم المتحدة مكانتھا ومصداقیتھا“.
وأشار إلى أن ”القرار یأتي تجسیدا للتحالف العضوي بین الولایات المتحدة و“إسرائیل“ في العداء المستحكم للأمة العربیة ویجعل من الولایات المتحدة العدو الرئیسي للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحمایة التي تقدمھا الإدارات الأمیركیة المتعاقبة للكیان الإسرائیلي الغاصب“.
ونوه بأن ”ترمب لا یملك الحق والأھلیة القانونیة لتشریع الاحتلال واغتصاب أراضي الغیر بالقوة، وھذه السیاسة العدوانیة الأمریكیة تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نھجاً في العلاقات الدولیة تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مھب الریح“.
وأكد أن ”تحریر الجولان بكافة الوسائل المتاحة وعودتھ إلى الوطن الأم ھو حق غیر قابل للتصرف“.
وأضاف المصدر في الخارجیة السوریة: ”السوریون على امتداد الوطن یؤكدون تلاحمھم مع أھلنا الصامدین المقاومین في الجولان السوري المحتل ویشاركونھم العزیمة والإصرار على دحر العدوان وتحریر الجولان“، مؤكدا أن ”یوم اللقاء الوطني على ثرى الجولان الطاھر المحرر من رجس الاحتلال أقرب مما یظن الكیان الغاصب وداعموه“.
من جھتھا قالت وزارة الخارجیة اللبنانیة في بیان، إن ”الإعلان الرئاسي الأمیركي بخصوص أحقیة إسرائیل بضم ھضبة الجولان السوري، ھو أمر مدان ویخالف كل قواعد القانون الدولي، ویقوض أي جھد للوصول إلى السلام العادل، فمبدأ الأرض مقابل السلام یسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا یبقى من سلام لیعطى“.
وأضاف البیان: ”ھضبة الجولان أرض سوریة عربیة ولا یمكن لأي قرار أن یغیر ھذه الواقعة، ولا لأي بلد أن یزور التاریخ بنقل ملكیة أرض من بلد إلى آخر. وإذا كانت إسرائیل تعتقد أنھا تتوسع بالاستیلاء على الأراضي عن طریق العنف والعدوان، فإنھا ستجد نفسھا بعزلة أكبر وأمام ھزیمة عسكریة جدیدة، لن تنفعھا عندھا لا قوتھا ولا عنصریتھا وھي لن تجد أمنھا إلا بالسلام العادل والشامل. كما لن تنفعھا حربھا الجدیدة على غزة والتي ندینھا بشدة“. -(بترا)