كتّاب

الطفيلة في الخليل … عسل على قشطة

تماثل كبير بين محافظتي الطفيلة والخليل، في البيئة الجبلية الوعرة وفي مختلف أنواع المزروعات كالعنب والتين والرمان والسفرجل والمشمش والجوز والدراق. وتشابه أيضا في العادات والتقاليد والتكوين المحافظ لاهل المحافظتين. وتشابه في بُنى اهل المحافظتين، الجسدية ذات القطع الكبير. وفي اللباس الذي كان «القمباز» وتشابه كبير في الخشونة والشدة والصلابة و»الدقارة».
تفسير ذلك ان المسافة الهوائية بين محافظتي الطفيلة والخليل، شرق-غرب، لا تزيد على 80 كيلومترا. في حين ان هذه المسافة بين الطفيلة وعمان اقرب الى 150 كيلومترا.وهي المسافة التي تؤكد وحدتنا الازلية التي مر عليها سيف سايكس بيكو، فمزق لحمها قبل حين من الدهر، وقد آن أوان التحامه وشفائه.
قبل أيام اتصل بي من مدينة الخليل المحتلة الصامدة، الغالية على قلوبنا، الحاج أسعد حامد السكافي-ابو فضل واللواء المتقاعد الصديق محمدأمين الجعبري -ابو نضال.
الحاج ابو فضل افرحني بخبر انه شخصيا وأهل الخليل عامة، يستمعون يوميا وبانتظام الى صوت اذاعة جامعة الطفيلة التقنية الذي يصلهم بكل صفاء ووضوح. وأنهم يتابعون هذه الاذاعة لتميز برامجها وتنوعها ووطنيتها ومحبةً بالاردن الذي يكنون له المحبة والتقدير والاحترام.
طلب مني الحاج ابو فضل رقم الاذاعة ليتمكن من التواصل معها فزودته به.
وقد اثنيا وثنيا، ابو فضل وابو نضال، على قولي ان الاردن وفلسطين وسوريا ولبنان بلد واحد، كنا قبل مؤامرة سايكس بيكو، تجمعنا بلادنا السورية العظيمة واننا سنعود بلدا واحدا حرا مستقلا، كما كنا منذ آلاف السنين.
ان نجاح إذاعة جامعة الطفيلة التقنية في استقطاب واجتذاب أهلنا في الخليل الغالية، يستوجب منا تقديم التهنئة الى رئيس جامعة الطفيلة التقنية الدكتور محمد خير الحوراني والى مديرة الاذاعة الدكتورة سهام الخفش والى كادرها المحترف الذي يحظى بمتابعة خليلية شغوفة.
وحين أجريت اتصالا هاتفيا مع الدكتورة سهام الخفش مديرة الإذاعة
قالت ان اذاعة الجامعة هي إذاعة مجتمعية تنموية تساهم في حل القضايا المتعلقة بمحافظة الطفيلة وقراها بكل حيادية وتعمل على نقل ما يحدث في الجامعة وما يتعلق بإنجازات وأنشطة الطلبة كما تعمل الإذاعة على انتقاء البرامج التي تلامس حياة الناس وحاجاتهم.
وأفادتني الدكتورة سهام أن لإذاعة جامعة الطفيلة التقنية رابطا إلكترونيا وانه يتم سماعها من السعودية والإمارات والخليج العربي ويتم التواصل والاتصال مع كادرها من خارج الأردن على الهاتفين:
الأرضي +962 3 224 000.
والخلوي +962 7 9531 8000
ويتم الاستماع للإذاعة في كل انحاء العالم من خلال رابطها الذي يمكن الوصول إليه عبر العم جوجل.
وعلاوة على ان اذاعتنا الوطنية العريقة العتيدة، والاذاعات الوطنية العديدة، تسد فراغا كبيرا وتحقق تواصلا واسعا مهما وضروريا، عبر الفضاء الأردني الشاسع، فإن اذاعتي الجامعتين، الأردنية والطفيلة على سبيل المثال، تشكلان «حالة» تستدعي الانتباه والاهتمام والمباركة. وأول ما يستدعي الاهتمام ويستدعي الغبطة هو أن القائمين على هذه الإذاعات، يتميزون بثقافة عالية وسيطرة لغوية «نحوية» لافتة، تحفظ علينا لغتنا العربية الخلابة، من الإساءة اليها وتحفظ ذائقتنا من انتهاك استقرارها الموسيقي الذي يمتد منذ آلاف السنين.

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *