عربي ودولي

37 مسؤولا أوروبيا يرفضون “صفقة القرن”

اخبار الاردن – طالب مسؤولون أوروبیون سابقون ”الاتحاد الأوروبي برفض ”صفقة القرن“، في الوقت الذي كشفت فیھ صحیفة أمیركیة، أمس، نقلاً عن مسؤولیین أمیركیین، بأن خطة الولایات المتحدة للسلام لن تنص على إقامة دولة فلسطینیة مستقلة وفق حدود العام 1967 وعاصمتھا القدس المحتلة، بل تتركز على الأمن الإسرائیلي مقابل تحسین مستوى معیشة الفلسطینیین.
ودعت 37 ُ شخصیة أوروبیة، جلھم رؤساء دول ووزراء سابقین ومسؤولون شغلوا مناصب علیا في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ”الناتو“، إلى ضرورة ”تجدید الاتحاد الأوروبي المصادقة على دعمھ لحل الدولتین، قبل نشر خطة السلام التي وضعھا الرئیس الأمیركي دونالد ترمب.
وحث المسؤولون، في نداء وقعّوه، الاتحاد الأوروبي على ”الامتناع عن دعم الخطة، إذا لم تحترم مبدأ حل الدولتین والقانون الدولي“، معتبرین أن ”الإدارة الأمیركیة الحالیة تخلت عن السیاسة الأمیركیة القدیمة ونأت بنفسھا عن القواعد القانونیة الدولیة“.
وأضافت رسالة تلك الشخصیات، لقد ”اعترفت إدارة ترامب بادعاءات جانب واحد حول القدس، وأظھرت لامبالاة مزعجة إزاء توسیع المستوطنات الإسرائیلیة، فیما علقت تمویل وكالة الغوث الدولیة ”الأونروا“ وبرامج أخرى تعود بالفائدة على الفلسطینیین“.
ودعت الرسالة، الاتحاد الأوروبي إلى أن ”یكون في حالة تأھب ویتصرف بشكل استراتیجي إزاء خطة ترمب لـ ”السلام“، مثلما ”یجب على أوروبا اعتماد وتعزیز برنامج یحترم المبادئ الأساسیة للقانون الدولي“.
وأوضحت بأن ”مبادئ الاتحاد الأوروبي لحل النزاع الذي تم التصدیق علیھا في الماضي تعكس تفھمنا المشترك بأن السلام الدائم یتطلب إقامة دولة فلسطینیة إلى الجانب الإسرائیلي في حدود العام 1967.”
وأفادت أن مبادئ الاتحاد الأوروبي تقوم أیضاً على ”إجراء تبادل للأراضي بشكل متفق علیھ وبالحد الأدنى والمتساوي، وأن تكون القدس عاصمة لكلتا الدولتین، مع ضمان ترتیبات أمنیة تلبي مخاوف الجانبین وتحترم السیادة مع حل متفق علیھ وعادل لقضیة اللاجئین“.
وأكدت ”رفض أي خطة لا تفي بھذه المعاییر“، معتبرة أن ”أي خطة تقلص من استقلال فلسطین إلى دولة بدون سیادة وتواصل إقلیمي ستفشل وستضر بالجھود المستقبلیة“.
ودعا الموقعون على الرسالة، خلال فترة انتظار خطة ترامب، أوروبا لإعادة تأكید التزامھا بالمبادئ المتفق علیھا في الماضي على أساس حل الدولتین وتعزیزه.
وشددوا على أھمیة ”دعم منظمات المجتمع المدني الإسرائیلیة والفلسطینیة“، محذرین من ”عواقب سلبیة“ في حال ضاعت فرصت حل الدولتین، متوقفة عند محاذیر ”الانزلاق نحو واقع دولة واحدة بدون حقوق متساویة، وھو الأمر الذي لا یمكن أن یستمر، بالنسبة للإسرائیلیین والفلسطینیین ولأوروبا أیضاً“.
وفي نفس السیاق؛ كشفت صحیفة ”واشنطن بوست“ الأمیركیة، أمس، عن أن خطة ”صفقة القرن“ الأمیركیة المنتظر الإعلان عنھا قریباً، ”لا تعتمد حل الدولتین كأساس لھا“، وإنما تتمحور حول أمن الاحتلال الإسرائیلي مقابل امتیازات اقتصادیة لتحسین مستوى معیشة الفلسطینیین.
ّ وأوضحت الصحیفة، نقلاً عن مصادر أمیركیة لم تسمھا، أن ”خطة السلام التي أعدتھا إدارة ترامب والمتوقع عرضھا على الأطراف المعنیة مع انتھاء تشكیل الحكومة الإسرائیلیة، تتضمن مقترحات لتحسین مستوى حیاة الفلسطینیین من خلال ضخ استثمارات لھذا الغرض، ولكنھا ستمنع، على الأرجح، إقامة دولة فلسطینیة ذات سیادة إلى الجانب الإسرائیلي“.
ومن المتوقع، وفق الصحیفة، أن یتم الإعلان عن تفاصیل ”صفقة القرن“، بعد انتھاء رئیس الوزراء الإسرائیلي، بنیامین نتنیاھو، من تشكیل حكومتھ الجدیدة، وربما حتى نھایة شھر رمضان المبارك.
وأفادت نفس الصحیفة، أن تفاصیل ”الخطة“ بقیت طي الكتمان حتى الآن، لكن مصادر أمیركیة ترى أنھا تخلت عن حل الدولتین الذي استندت إلیھ لجولات المفاوضات التي دارت بین الجانبین الفلسطیني والإسرائیلي على مدار الأعوام العشرین الماضیة.
ولفتت الصحیفة، إلى أنھ ”بعد أكثر من عامین من العمل على إعداد الصفقة من قبل صھر الرئیس الأمیركي جارد كوشنیر، وفریق مصغر، یبدو أن الصفقة باتت جاھزة للكشف عنھا“، بحسبھا.
بالسیاق، أكدت الحكومة الفلسطینیة الجدیدة في أولى جلساتھا امس رفض خطة الرئیس الامیركي للسلام، كما نددت بموقف وزیر الخارجیة مایك بومبیو حیال المستوطنات في الضفة الغربیة.
واعتبرت في بیان أن ”كل من یعتقد أن صفقة القرن ستمر سیكون واھما“ في إشارة الى خطة السلام التي قالت الادارة الامیركیة إنھا ستكشف عنھا بعد الانتخابات التشریعیة في إسرائیل.
ودعت إلى رفض الخطة بسبب مواقف واشنطن حیال المستوطنات واللاجئین وغیرھا. ونددت الحكومة بموقف بومبیو حول المستوطنات.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة فرعیة في مجلس الشیوخ الاربعاء، رفض بومبیو الإجابة على عارض ”ضم إسرائیلّ سؤال السناتور الدیموقراطي كریس فان ھولین عما إذا كانت الادارة سبشكل ّ أحادي ّ لكل الضفّة الغربیّة أو لجزء منھا“.
وكان رئیس الوزراء الإسرائیلي بنیامین نتانیاھو أعلن أنّ المحتلّة، في حال فوزه بولایة جدیدة بعد الانتخابات التشریعیّة.
من جھة ثانیة، أشار رئیس الوزراء الفلسطیني محمد اشتیة إلى أنھ طلب اجتماعا للمانحین في الثلاثین من الشھر الجاري لاطلاعھم على ”الحرب المالیة“ الأمیركیة الإسرائیلیة والحصار الاقتصادي.
وفي ھذا السیاق، قررت الحكومة اتخاذ سلسلة من الإجراءات التقشفیة لمواجھة الأزمة المالیة. وأعربت عن الامل في أن تستمر الدول العربیة بتقدیم الدعم المالي للسلطة الفلسطینیة.
إلى ذلك؛ واصلت قوات الاحتلال انتھاكاتھا العدوانیة ضدّ الشعب الفلسطیني، عبر شن حملة اقتحامات ومداھمات واسعة في أنحاء مختلفة من الأراضي المحتلة، أدت إلى وقوع الإصابات والاعتقالات بین صفوف المواطنین الفلسطینیین، بعد مداھمة منازلھم وتفتیشھا.
وقد طالت الاعتقالات الإسرائیلیة شباناً فلسطینیین من مخیم جنین للاجئین المحاذي لمدینة جنین، ومخیم نور شمس شرقي طولكرم، ومن مدینة قلقیلیة.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسیر المحرر مھدي عمارنة، عقب دھم وتفتیش منزلھ في بلدة یعبد جنوب غربي جنین، كما داھمت منزل النائب في المجلس التشریعي، فتحي قرعاوي، في مخیم نور شمس للاجئین، وقامت بتحطیم محتویاتھ وثلاث شقق لأبنائھ؛ واعتقلت نجلھ، وھو طالب في جامعة القدس المفتوحة وبقي لھ عدة شھور للتخرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *