أخبار الاردن- نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن دبلوماسي أوروبي، الخميس 16 تشرين الثاني 2023، أن غياب دليل على وجود نشاط عسكري بمجمع الشفاء الطبي، دفع الغرب إلى الضغط لوقف القتال في قطاع غزة المستمر منذ 41 يوماً.
المصدر أوضح أن تل أبيب كانت تأمل أن يؤدي اقتحام مستشفى الشفاء إلى ظهور أدلة دامغة على وجود نشاط مسلح كبير.
وأضاف الدبلوماسي الأوروبي أن غياب دليل واضح على وجود نشاط عسكري في مجمع الشفاء دفع الحلفاء الغربيين، وضمنهم الولايات المتحدة الأمريكية، إلى زيادة الضغط على إسرائيل من أجل قبول وقف القتال.
وفي وقت سابقٍ الخميس، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد عدم عثوره على ما يدين حركة “حماس” الفلسطينية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، أنه تم “إخفاء الأدلة”.
إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت إن اقتحام مجمع الشفاء الطبي “نشاط معقد ومستمر ومتطور تقوده وحدة خاصة، ويتم اكتشاف معلومات جديدة في كل وقت”.
واستدركت: “يجب أن نتذكر أن حماس، منذ اللحظة التي تم فيها الكشف عن المستشفيات قبل بضعة أسابيع، عملت على إخفاء بناها التحتية وإخفاء الأدلة”.
وزعم الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، أن “حماس” تستخدم المبنى الأرضي من المستشفى كمركز قيادة وأنها تخفي الأسرى الإسرائيليين هناك.
في السياق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، الخميس، إن الصور التي نشرتها إسرائيل لأسلحة، تقول إن جنودها عثروا عليها داخل أكبر مستشفى في قطاع غزة ليست كافية لتبرير إلغاء وضع المستشفى باعتباره محمياً بموجب قوانين الحرب.
وقال لويس شاربونو مدير قسم الأمم المتحدة في “هيومن رايتس ووتش”، لـ”رويترز”: “المستشفيات تتمتع بحماية خاصة، بموجب القانون الإنساني الدولي. يجب السماح للأطباء والممرضات وسيارات الإسعاف وغيرهم من العاملين بالمستشفيات بالقيام بعملهم، ويجب حماية المرضى”.
كما أضاف: “لا تفقد المستشفيات تلك الحماية إلا إذا أمكن إثبات ارتكاب أعمال ضارة من داخل مبانيها. ولم تقدم الحكومة الإسرائيلية أي دليل على ذلك”.
وبدأ الاقتحام الأول فجر الأربعاء، بينما كان المجمّع لا يزال يحتضن مرضى ومصابين ونازحين، إضافة إلى ازدحام ساحته الخارجية بجثامين عشرات القتلى جراء الغارات الإسرائيلية.
ومنذ أيام، يتعرض مجمّع الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لقصف إسرائيلي وحصار، بزعم “وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين”، وهو ما نفته مراراً حركة “حماس” والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة.
ومجمع الشفاء الطبي تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، ويعد أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، تأسس عام 1946، ويعمل فيه 25% من العاملين في المستشفيات بقطاع غزة كله، ويحتوي على 500-700 سرير، بحسب ما أوردته “وفا”.
ومنذ 41 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفاً و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلاً عن 29 ألفاً و800 مصاب، 70% منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.