اخبار الاردن – فيما تناقلت أخبار صحفية معلومات حول قرار للرئيس الأميركي دونالد ترامب بتأجيل الإعلان عن مبادرته لعملية السلام، والتي أطلق عليها “صفقة القرن”، إلى العام المقبل، أو للعام الذي يليه، قال مسؤول أميركي في البيت الأبيض قبل يومين: “نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على خطتنا للسلام وسنعرضها حين تتهيأ الظروف الملائمة”، دون الإفصاح عن ماهية هذه الظروف.
ويؤكد قرار تأجيل الإعلان عن الصفقة، حالة الغموض التي تلف تفاصيلها وزمن الإعلان عنها، وطبيعة مواقف كافة الأطراف المرتبطة بها، وسط تسرب أنباء عن خلافات وتحفظات سياسية، تحديدا من الجانبين الأردني والفلسطيني على تفاصيل ومحاور عدة بالخطة الأميركية المرتقبة.
ويأتي الإعلان عن التأجيل، في سياق تصريحات متكررة بهذا الشأن برزت مؤخرا من داخل أروقة البيت الابيض، حيث كان مسؤول فيه صرح أن “الخطة غير مكتملة بعد ولن تعرض على الطرفين إلا حين يصبحان مستعدين للتعاطي معها”، ما يعني بحسب سياسيين “أن ما يعرف بصفقة القرن جمدت حالياً”.
وبحسب تصريحات أخرى سابقة لمسؤولين أميركيين فإن الرئيس الأميركي كان من المقرر له أن يكشف قبل منتصف العام الجاري عن خطة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أوضحوا حينها أن هذه الخطة “ستكون شاملة وتتجاوز الأطر التي وضعتها الإدارات الأميركية السابقة، وتتناول كل القضايا الكبرى، من ضمنها القدس والحدود واللاجئون”.
وأرجع مسؤولون فلسطينيون وسياسيون أردنيون تأجيل إعلان الصفقة، إلى الموقف الصلب للاردن والقيادة الفلسطينية والرافض للعديد من محاور مشروع الصفقة.
الموقف الأردني، الذي دخل في تسخين وتوتر سياسي واضح مع الإدارة الاميركية بعد رفضه وتحذيره من قرار ترامب بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس والاعتراف بها عاصمة موحدة لاسرائيل، شن-اي الاردن-حملة دبلوماسية وسياسية واسعة لعزل القرار الاميركي تجاه القدس، عبر إجراء اتصالات واسعة النطاق مع الاتحاد الأوروبي والدول الغربية وعواصم دولية، لرفض الخروج عن الشرعية الدولية وحل الدولتين.
الأردن الذي يعتبر أكثر البلاد العربية التصاقاً بفلسطين وقضيتها جغرافيا وسياسيا وتاريخيا، والداعم الرئيسي للقضية، يدرك جيدا أن مصالحه الوطنية والقومية فوق كل اعتبار، وأن ما يتسرب من تفاصيل لصفقة القرن الاميركية هي “خط أحمر” لا يقبل الأردن تجاوزه.
مصادر مطلعة أكدت تمسك المملكة بمواقفها المتمثلة بحل الدولتين سبيلا وحيدا للسلام والاستقرار، وأن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وضمن حدود 1967. واشارت المصادر لـ”الغد” الى أن “الأردن لم يتلق تفاصيل او معلومات رسمية حول ما سمي بصفقة القرن من الادارة الاميركية”.
الجانب الفلسطيني، ساهم، وفق مسؤولين فلسطينيين، بتأجيل إعلان الصفقة، حيث أعلن مقاطعته اللقاءات بالإدارة الاميركية، انطلاقا من أن الولايات المتحدة لم تعد طرفا حياديا في عملية السلام، حيث كانت وما تزال داعما أساسيا لاسرائيل.
ولا ينكر هؤلاء أن المواقف الأوروبية المتمسكة بحل الدولتين قد يشكل ضغطاً على الإدارة الأميركية وإسرائيل.
وكانت تسريبات صحفية انتشرت مؤخرا عن تفاصيل الخطة الأميركية التي ينوي ترامب عرضها على الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتتضمن الصفقة، بحسب التسريبات ضم الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة للاحتلال الإسرائيلي، وإعلان قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وإبقاء السيطرة الأمنية لإسرائيل، بالاضافة للاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، مع انسحابات اسرائيلية تدريجية ومحدودة من مناطق فلسطينية محتلة.
ونقل موقع “تيك ديبكا” الإسرائيلي، عن مصادر اعتبرها خاصة قولها “إنّ جيسون غرينبلات المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط أبلغ بهذه الرسالة (قرار تأجيل إعلان الصفقة) إلى مجموعة من ممثلي دول الشرق الأوسط الذين حضروا إلى البيت الأبيض لحضور اجتماع خاص حول قطاع غزة” قبل ايام.
ونوه الموقع بأن الرسالة لم يتم تسليمها رسميا في المؤتمر، لكن تم الابلاغ عنها في المحادثات التي عقدها غرينبلات مع ممثلين إسرائيليين وعرب في أروقة البيت الأبيض خارج قاعة المؤتمرات.
وقال الموقع ذاته “عندما سئل غرينبلات عن طول مدة التأجيل ومتى سينظر الرئيس ترامب مرة أخرى فيما إذا كان سيضع الخطة على الأجندة السياسية للشرق الأوسط أجاب: هذا تأجيل لسنة واحدة على الأقل إن لم يكن أكثر من ذلك”.
وبحسب الموقع، أشار غرينبلات إلى أنه لا يوجد أي تغيير في موقف الولايات المتحدة بشأن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وأن هذا النقل سيجري في موعده المقرر في 14 أيار (مايو) المقبل.