أعجبني أن إحدى المصريات أطلقت إذاعة على شبكة الانترنت خاصة بالمطلقات تتناول مشاكلهن وتطرح حلولا لها وتعمل على توعيتهن بحقوقهن.
ستسهم الإذاعة بكل تأكيد في التخفيف من آثار الطلاق (فمن شاف بلوة غيره هانت عليه بلوته)، مروة على سبيل المثال عندما تتحدث عن قصة طلاقها من محمود بعد أن اكتشفت أنه مدمن مخدرات وكيف كان يعذبها ستجعل من سهير تشعر بالراحة والاطمئنان وتسجد لله شاكرة أنها طلقت من سعيد لأنه أناني فقط، كما ستخرج أمل من عزلتها وستمارس حياتها الطبيعية بعد أن استمعت لقصة طلاق أميرة التي اكتشفت أن زوجها كان قد تزوج عليها بالسر، بينما كان طلاق أمل فقط بسبب أنه بخيل ولا يصرف على المنزل، فعلى الأقل لم يجرحها بالزواج من أخرى لتشعر بالنقص.
في الأردن؛ حيث لا يوجد عندنا إلا رفع الأسعار، كم أصبحنا بحاجة ماسة الى إذاعة متخصصة بالرفعات، هدفها التخفيف من آثار الرفع على المواطنين.
فمثلا عندما تعلن لجنة تسعير المشتقات النفطية عن رفع أسعار البنزين والكاز والسولار، تبدأ ببث الآيات القرآنية التي تتجلى فيها معاني أجر الصابرين، بعدها بدقائق بالطبع سيعلن عن رفع أسعار الكهرباء، فنستضيف أحد الشيوخ الأجلاء ليحدثنا أن هذه الدنيا دار بلاء ودار شدة وامتحان واختبار وليس دارا لتشغيل المكيفات والهواتف والتلفزيونات، ويختتم حديثه بالدعاء للأردنيين بأن لا تكون الكهرباء أكبر همهم.
ولا مانع من استضافة أحد المتقاعدين العسكريين ليحدثنا أنه لم يعد هناك حروب لنخوضها والتضحية بالدماء من أجل المحافظة على تراب الوطن، فاليوم يكفي أن تضحي بليتر بنزين لتسهم في عزة الوطن ورفعته، وأن التضحية لم تعد بالمهج والأرواح بل يكفي أن تدفع بضعة فلسات على كل واط كهرباء.
بعدها يكون هناك برنامج صحي يتحدث عن فوائد المشي، وكيف أن هدف الحكومة من رفع البنزين هو التخفيف من استخدام السيارات ليمشي الأردنيون وبالتالي التخفيف من الجلطات والسكتات القلبية.
في ساعات المساء يبث برنامج اسمه (حول العالم) متخصص بأخبار الكوارث، يتم فيه رصد أخبار الزلازل والبراكين والفيضانات والحروب واللجوء حول العالم؛ حيث سيسهم في استيعاب الأردنيين لموجات رفع الأسعار فهي أخف حدة من موجات الزلازل!
كما يمكن أن يكون هناك برنامج مباشر اسمه (أهل الخير) ويهدف الى مساعدة الناس؛ حيث يتلقى الاتصالات من كل مناطق المملكة للتبرع بالبنزين 90 و 95 والسولار لمن تقطعت بهم السبل على الطرق العامة، حيث لم يعد هناك حاجة للتبرع بالدم بل الأولوية اليوم للتبرع بالبنزين لما فيها من أجر وثواب عظيم، كما من الممكن أن يتكفل عدد من الميسورين بدل الأيتام بعدادات كهرباء لعلها تكون في ميزان حسناتهم.
أقترح أن يكون اسم الإذاعة (رفع fm)، ويجب التنبيه على العاملين فيها أن لا يقولوا مساء الفل لأنها تسبب جرحا عميقا لمن لا يستطيعون تعبئة البنزين، كما لا يجوز أن يقولوا مساء النور لأن لنا إخوة لم يعد لهم القدرة على دفع فواتير الكهرباء ويسهرون على الشموع.
فقط قولوا: كان الله في عونكم.
صالح عربيات