فن و منوعات

الأردن أولى محطات Screen Buzz للنهوض بالمحتوى الترفيهي

اخبار الاردن – القصة هي دائما العنصر الأكثر أهمية في أي عمل سينمائي أو ترفيهي، واليوم ومع التطورات التي يشهدها هذان القطاعان بات اختيار قصص ملهمة تعكس الواقع ومن مختلف أنحاء العالم سوقا تنافسيا لتمويل وتقديم محتوى يصل لأكبر قاعدة جماهيرية.
ومن هنا وفي إطار سعيها لتطوير صناعة المحتوى ولتقديم كل العون والدعم لأصحاب الموهبة لرواية قصصهم وتطوير أعمالهم، ومن خلال توفير شراكات وخبرات دولية، أطلقت الهيئة الملكية للأفلام مؤخرا ورشScreen Buzz بدعم من المؤسسة الأميركية للإعلام في الخارج AAM، للترفيه وتطوير المحتوى الهادف بطرق احترافية.
قوة التغيير
في الهيئة الملكية للأفلام، التي ركزت منذ تأسيسها في 2003 على تطوير صناعة السينما في الأردن والنهوض بها، ومحاولة خلق وتوسعة أفقها، ارتأت أن المحتوى لا ينطوي وحسب على محتوى سينمائي، لتخصص بندا في صندوق الأردن لدعم الأفلام وبندا لتطوير المسلسلات التلفزيونية.
هذا التغيير يأتي من رؤية سمو الأمير علي بن الحسين رئيس مجلس مفوضي الهيئة بحسب تصريحات سمو الأميرة ريم علي مؤسس معهد الإعلام الأردني وعضو في مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
وفي حديثها لـ”الغد” خلال حفل إطلاق ورش Screen Buzz، بينت سمو الأميرة ريم علي أن الانتقال لتطوير صناعة المسلسلات وكتابتها، وتوفير برامج تدريبية برتبط بالأثر الكبير الذي أحدثته كثير من الإنتاجات العالمية التي دخلت لكثير من المنازل من خلال قصصها وجدليتها.
واليوم، بحسب الأميرة ريم علي تلعب هذه المسلسلات التي تروي قصصا ولو بحلقات طويلة على غرار الأفلام قصصا مؤثرة، “فلما لا نستغل تلك القيمة والقوة لنقل قيمنا وقصصنا للعالم أجمع”، لا سيما وأن صناعة الدراما تقليد ولها تاريخ في المنطقة العربية وتشتهر بإنتاجات مختلفة.
وتبين أن التعاون مع AAM، وهوليوود وخبراتها لا يتعلق بالمجد وحسب، بل هو تحد وفرصة لاكتساب خبرة وأساليب جديدة تطور المحتوى، ويسهم في تقديم أعمال تنافس تلك الأعمال التي حققت نجاحا، إذ باتت هوليوود تستخدم ممثلين مشهورين في تلك المسلسلات وتوقيع مخرجين مشهورين.
وتضيف:” في الهيئة الملكية للأفلام نسعى للنهوض بمستوى المواهب التي نمتلك، والنهوض بمستوى الأفكار من خلال تزويد المشاركين بطرق وأساليب تقنية وكتابية جديدة تضيف المزيد لما يمتلكونه وتصقل موهبتهم، وهي رؤية سمو الأمير علي بن الحسين رئيس مجلس مفوضي الهيئة منذ التأسيس بنقل قصصنا وقيمنا للعالمية ونشرها، باستخدام اللغة نفسها والوسائل الأحدث في هذا المجال، وتطوير النوعية والأفكار بالاستفادة من أفضل الخبرات التي يمكن أن نجلبها للمنطقة”
وتؤكد أن الهيئة وبرؤية جلالة الملك عبد الثاني بن الحسين الذي دعم فكرة إعادة صندوق الأردن لدعم الأفلام، مستمرة في توفير الدعم ماديا ولوجستيا ما أمكن بين معدات تصوير ودورات وخدمات ما بعد الإنتاج لاستدامة هذا التوجه.
أهمية تطوير المحتوى
يمثل اختيار كتاب السيناريو للمشاركة ضمن ورشة Screen Buzz الأولى ليشارك الكُتاب في الدورة الأولى من سلسلة ورش العمل الاحترافية، يمثل الجدية بالبداية وطريقة السرد والكتابة لتكون عنصرا جاذبا وناجحا منذ مراحل تطويل العمل.
والاهتمام بتطوير المحتوى والتركيز على كتاب السيناريو في المرحلة الأولى، نظرا للتطورات الرقمية التي تشهدها هذه الصناعة، واعتبار التلفزيون أداة تفاعلية مع المشاهد تمكنه من الإطلاع على المحتوى العالمي وليس المحتوى المحلي أو الإقليمي حصرا، وهو الأمر الذي يتطلب تقديم محتوى راق من وحي الثقافة العربية والمحلية وقادرا على المنافسة العالمية كي لا تكون صناعة المحتوى العربي رهينة وتابعة لما تنتهجه صناعة المحتوى العالمي.
الممثلة المصرية نيللي كريم المشاركة في الحفل وفي تصريح للغد تؤكد على أهمية كتابة السيناريو والانطلاق به مرتبط بخبرتها كممثلة وما يوفره الإلمام بالسيناريو الجيد لإنجاح العمل.
إذ تختار نيللي ادوارها بالاستناد لشخصيات العمل وقصته وتفاصيله، والعمل مع خبرات عالمية كما حدث في مسلسلها “بنت اسمها ذات” في العام 2013 الذي أنتجته شركة افلام مصر العالمية وبي بي سي، اسهم في انجاح العمل نتيجة وجود احد المراقبين من قبلهم كانت مهمتة الابقاء على بنية النص بطريقة وصيغة محددة.
وتذهب نيللي إلى أنها وكممثلة تطمح للإخراج ذات يوم، أن مثل هذه الورش توفر فرصة للألمام بالتفاصيل التي لا يدركها الممثل ربما، وتساعده على انتقاء أدواره بشكل أفضل وفهم أكبر للعملية كلها، من خلال توفر تقنيات جديدة تضيف للعمل جودة أكبر، وربما ذات يوم ستقوم بإخراج عمل خاص بها.
فرصة للشباب المحلي والعرب
ورش Screen Buzz، ولتحقيق هذه الخطوة على مستوى العالم العربي، تعاونت AAM مع شركة MAD Solutions كما انضمت إلى شركاء مركز السينما العربية الذي انطلق من خلال MAD
وهذا يعني اتاحة الفرصة  لتطوير مواهب كتاب السيناريو الأردنيين والعرب، وبخاصة أن تلك الصناعة تتطلب توفر عناصر أهمها: العنصر البشري والمواهب المبدعة ذات الخبرة والتجارب العالمية، الدعم اللوجستي، البنية التحتية القادرة على المنافسة.
فالتلفزيون اليوم لم يخسر موقعه في المنازل، إذ يتنافس منتجو البرامج في تقديم أعمال وبالتعاون مع مزودي الخدمات عبر شبكات التلفزة والإنترنت للارتقاء بمحتواهم، ما يستدعي العمل على تقديم كل شيء حسب الطلب ومفصل حسبما يريد المشاهد بحسب د. آرون لوبل مؤسس ورئيس AAM.
والانتقال للأردن والشرق الاوسط، بحسب د. آرون، مرتبط  في توجه الشركة نفسها لتقديم محتوى ريادي، وهو أمر أثبت نفسه مرارا منذ بدء العمل مع الهيئة قبل فترة من خلال ورش عمل مختلفة شملت ورشا للممثلين والمنتجين، مضيفا أن “الأردن متعطش دائم للمعرفة والتوسع والابتكار”.
ويرى د. آرون في الأردن سوقا وفرصا كبيرة للاستثمار والتطوير، فموقعها وما مرت به يجعلها تمتلك رصيدا كبيرا من القصص التي تحكيها، وبخاصة في ظل عمل قيادتها على دفع البلد للأمام برغم ما يحيط بها، وتأتي الانطلاقة بكتاب السيناريو بهذه الورشة لنقل قصصهم وواقعهم للعالم كله، لتقديم صورة عما يجري في الطرف الآخر من العالم، وبخاصة أنها تنطوي على قصص ملهمة وشجاعة.
تحديات وآمال
مثل هذه الورش توفر سوقا وعنصرا جاذبا للاستثمار فورش ScreenBuzz ستنتقل بين عدة مدن عربية على التوالي، والتي ابتدأت في حرفيات كتابة السيناريو للتليفزيون، بهدف مساعدة الكتاب المشاركين في إنهاء أعمالهم للبدء في إنتاجها، والعمل على تطوير عناصر خبراتهم في التعاون مع المخرجين والمنتجين.
إذ تتبع ScreenBuzz أسلوبا تفاعليا لكل المشاركين من أجل تشجيعهم على تبادل الأفكار والخبرات الاحترافية بين مجموعة من خبراء صناعة الترفيه في هوليوود مع مواهب عربية مختارة في صناعة الترفيه الدرامي التليفزيوني والسينمائي بمجالات الكتابة، الإخراج والإنتاج لنقل أعمالهم لشبكات مثل نتفلكس امازون وغيرها.
الممثلة الأردنية صبا مبارك المشاركة في المجلس الاستشاري لـ Screen Buzz، تبين أن الورشة تبشر بتطور مستقبلي من خلال مستوى الأعمال التي اختيرت، وبخاصة أن سبعة منها من الأردن ما يعني امتلاكنا لمواهب تتعطش للعمل بحرفية عالية وبعزيمة قوية.
وتردف “لأن فكرة الورشة هي ليس تمييز المواهب قدر ما هي توفير أجواء تعليمية ومساحة للتطوير الاحترافي نتيجة النقص في المعاهد المماثلة في المنطقة، وبخاصة تلك التي تعلم كتابة المحتوى التلفزيوني لينافس السينما، خصوصا أن التلفزيون يعتبر منصة رائدة والتغلب على الأعمال التجارية التي تبث به واستبدالها بأخرى ذات قيمة وعمق ونوعية وجودة كبيرة”.
وتلفت مبارك لامتلاك الجيل الحالي لكل العناصر التي تجعله مبدعا، وقدرة على تطوير هذا القطاع، والمواهب الهوليوودية التي ترفد الورش المشاركين بها من شأنه أن ينشط المشهد الترفيهي المحلي وتطويره.
التمويل ولكن..
د. آرون لوبل والممثلة صبا مبارك، وكافة القائمين على الورش يجمعون على أن التمويل هو أكبر التحديات التي تواجه العاملين في قطاع الترفيه وحتى السينما، ولكن يلعب المحتوى القيم دورا كبيرا في جذب المستثمرين إليه بجودته والقصص التي يحكيها.
وتلفت مبارك لأهمية تكاتف القطاع الخاص والمؤسسات الإعلامية لتشجيع الاستثمار في مثل تلك الأعمال، لتدر دخلا اقتصاديا وتثقف الأجيال وتسوق للبلد وحداثة فكره، فالأردن دولة معاصرة وشعب يجيد اللغات ومثقف ومتعلم بمستويات عالية.
وتُقام ورش ScreenBuzz الاحترافية تحت إشراف مجلسAAM الاستشاري في العالم العربي، والذي يضم 7 من أهم الشخصيات العربية في صناعة السينما والتليفزيون، وهم: نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في دولة الإمارات، الأميرة ريم علي (الأردن)، المخرجة نادين لبكي (لبنان)، النجمة صبا مبارك (الأردن)، النجمة يسرا (مصر)، النجمة هند صبري (تونس) وعلي جابر مدير قنوات MBC.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *