اخبار الاردن – رأى سياسيون أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، “لن يؤثر” مباشرة على الأردن، خاصة وأن المملكة “تمسك العصا بشكل متوازن وتدعو دوما للحفاظ على الشرق الأوسط كإقليم خالٍ من أسلحة الدمار الشامل”.
إلا أن آخرين يرون أن الانسحاب الأحادي الأميركي من الاتفاق، من شأنه أن يعزز من فرضية مواجهة دبلوماسية بين واشنطن وطهران، ستؤثر سلبا على المنطقة بأزماتها المتراكمة.
وكان ترامب تجاهل دعوات الدول الأوروبية بالعدول عن الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران الذي وقعته ست دول كبرى مع طهران العام 2015، وقرر أيضا إعادة العمل بعقوبات صارمة على ايران.
رئيس الجمعية الاردنية للعلوم السياسية د. محمد مصالحة لفت الى المملكة “تدعو دوما دول المنطقة للحفاظ على الإقليم خاليا من أسلحة الدمار الشامل، واعتماد نهج الدبلوماسية والقانون الدولي كأداتين لحل الازمات بالعلاقات الدولية، بما يضمن العدالة وحق شعوب المنطقة في العيش بسلام بعيدا عن الصراعات المسلحة والارهاب وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامه دولته المستقلة”.
وبين مصالحة أنه من الواضح ان قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق الايراني ونقل سفارة بلاده الى القدس، من شأنهما أن يوثرا على الملف الفلسطيني، وامكانية استئناف العملية السلمية، وهو امر “تسعى اسرائيل من خلاله لتهميش هذا الملف ودفعه خارج دائرة الاهتمام الدولي”.
وفي حين نفذ ترامب وعده بالانسحاب من الاتفاق بخلاف فرنسا وألمانيا وبريطانيا المؤيدة للاتفاق ورفض ايران لتعديله، فقد أكد مصالحة انه بات من الواضح ان أولوية الإدارة الأميركية بعد الاتفاق بين الكوريتين واللقاء المرتقب مع رئيس كوريا الشمالية، هو “التركيز على ايران وحملها على وقف سياستها بالتدخل في دول المنطقة وإنهاء وجودها العسكري في سورية، وهذا ما تدعو له اسرائيل أيضا التي تذهب الى حد التهديد بالخيار العسكري ضد طهران”.
واضاف “لا يمكن التكهن بالمآلات التي ستنتهي بها المواجهة الدبلوماسية الحالية بين واشنطن وطهران، ومدى تأثيرها على استقرار المنطقة من جهة وعلى تسوية ازماتها وخاصة “السورية من جهه اخرى”.
فيما استبعد وزير الاعلام الأسبق د. نبيل الشريف، ان يكون للانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي أي “تأثير سلبي على الاردن”. موضحا أن “الحرب مستبعدة رغم كل ما نسمعه من ضجيج”.
ورأى الشريف أنه “يمكن أن تبدأ المليشيات الموالية لطهران والموجودة بالجنوب السوري بتخفيف وجودها هناك، بسبب تراجع التمويل الإيراني ما سيشكل تطورا إيجابيا للأردن”.
ولفت إلى ان اتفاقية مناطق خفض التصعيد بالجنوب السوري “ما تزال صامدة وتلقى دعما من روسيا وأميركا”.
وفيما يخص انسحاب واشنطن من الاتفاق، رأى الشريف أن ذلك “سيجبر إيران على مراجعة حساباتها وإعادة النظر في سلوكها بالمنطقة”.
وأضاف أن الخطوة الاميركية الأخيرة “جاءت مصحوبة بعقوبات اقتصادية شديدة ليس على ايران فقط وإنما أيضا على الشركات الأوروبية التي تقيم مع طهران علاقات استثمارية”.
وقال الشريف: “إذا كانت ايران قد وجدت بالاتفاق، وبما صاحبه من افراج عن اموالها التي كانت مجمدة بالغرب، فرصة للتمدد بالمحيط العربي، فإن الصغط الاميركي الجديد سيؤدي لاضعاف وجودها بسورية ولن تتمتع بنفس القدرات الحالية لتمويل المنظمات التابعة لها في الاقليم” بحسب تقديراته.
وحول فرص اندلاع حرب بين واشنطن وطهران، استبعد الشريف هذا الامر، وقال “ترامب ليس مستعدا لخوض حرب نيابة عن احد، وأن إيران ايضا لديها من المرونة البراغماتية ما يجعلها تفكر ألف مرة قبل التلويح بأية مواجهة مع اميركا، خصوصا وأن خطوط طهران ماتزال مفتوحة مع العواصم الاوروبية الملتزمة بالاتفاق”.
وتوقع الشريف أن “يشهد العالم في المستقبل تعديلا للاتفاق يلبي حاجة واشنطن بالنهاية”.
فيما أكد السفير السابق، احمد علي مبيضين، أن موقف الأردن “واضح ويتلخص بدعم أي جهود ومبادرات دولية تهدف لإنهاء انتشار الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل بالمنطقة والعالم”.
ورأى مبيضين أن هناك مخاوف من أن يؤدي الانسحاب الاميركي من الاتفاق إلى “دفع ايران للانخراط بصورة أكبر بسياسات عدائية في عدة ملفات بالمنطقة”.