من غير المعقول ان يمر العرس بفعالياته كلها وجدّ العريس الحج “فالح الاطرم” ممدّد في غرفته والمروحة السقفية تتحرك ببطء فوق رأسه ، لذا ارتأى والد العريس أن يجلس الحجّي على كرسي قريب من الحضور دون ان يتدخل بمجريات “التعليلة” وإنما فقط ليراه الناس ويرونه حتى لو كان لا يسمع ولا يدرك ماذا يجري بالضبط ..
الحجي ينظر في الوجوه المارة من أمامه ، أناس يدخلون “يتباوسون” يسلّمون يتوشوشون يضحكون يتصافحون وهو “فاتح ثمه” لا يعرف محور الحديث ولا تفاصيله…
دقائق ركض أحد الأحفاد من أمامه قال الحجي بلسان ثقيل “عمر شو فيه”؟؟ لوّح الفتى له بيده وقال: ولا اشي حجي ولا اشي…ركض حفيد آخر وهو يحمل “صينية” باتجاه بيت الدرج..قدّوره شو فيه؟؟..ولا شي حجي ولا شي…وقف اثنان من أولاده..يتكلمان بصوت مرتفع ” جاهزين هسع”؟؟..”ع مهل شوي تا نخلّص”…رفع بصره إليهما وهما يقفان أمامه: فهموني يا أولاد شو فيه؟؟…ولا شي حجي ولا شي..أنت بس خليك قاعد ومرتاح…في هذه اللحظات يرمي الختيار رأسه بحزن وقلة حيلة بعد أن فقد الوقار والمشورة..
الصورة أمامه لا تطمئن ،والتراكض والتحرك يشي بأن ثمة حدث ما، لكن كل المارّين يتعمّدون باستخدام ذات العبارة ” ولا شي حجي ولا شي” كي لا يعرف شيئاً عما يجري الا بعد حين أو ربما يسلم الأمانة قبل أن يدري ، رغم ان العين لا تكذب وان خانها رفيق الدرب “السمع”..
**
جاء “نتنياهو” بزيارة غريبة مريبة الأسبوع الماضي..سألنا ماذا يجري ؟ قالوا : ولا اشي حجي ولا اشي..ذهب نتنياهو حضر “كوشنير”..شو فيه؟ ولا اشي حجي ولا اشي..ذهب كوشنير..جاء وزير الدفاع الأمريكي..شو فيه يا شباب؟ ولا اشي حجي ولا اشي..الشعب في هذه الأثناء مثل “الحجي الأطرم” شايف كثير شغلات بس مش قادر يسمع!..
احمد حسن الزعبي
