اخبار الاردن – باتخاذ دول الاتحاد الاوروبي بالإضافة إلى الولايات المتحدة قرارا جماعيا بطرد دبلوماسيين روس في رد منسق على تسميم العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال في بريطانيا. يعيد الغرب كما يرى العديد من المحللين حربه الباردة مع موسكو، التي اكتفت حتى اللحظة بالتنديد بالقرار الأوروبي واصفة اياه بـ “الاستفزاز”، وتوعدت بالرد.
الولايات المتحدة انضمت إلى أوروبا لتدخل مجددا في حرب كما يرى محللون غربيون ستعيد التكتلات من جديد، خصوصا أن حربا اخرى بدأت بين واشنطن، وعدد من الدول والصين على رأسها هي الحرب التجارية، ما يدفع بكين كما يقول هؤلاء ونيودلهي والعديد من الدول إلى التكتل في وجه الحرب التجارية الأميركية والانضمام إلى موسكو في حربها الباردة الثانية، والتي لم تتضح معالمها بعد في ظل تريث ورفض بعض الدول الأوروبية الانجرار خلف القرار الانجليزي، الذي اعتبرته فرنسا، ردا واضحا على استهداف الاتحاد الأوروبي، على الرغم من خروج انجلترا من الاتحاد، واغلاق باب الوحدة مع الجغرافيا الأوروبية.
ويبدو أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن طرد 60 “جاسوسا” روسيا حيث أمهلت الإدارة الأميركية 48 “عميلا استخباراتيا معروفا” في القنصلية الروسية في سياتل و12 من البعثة الروسية في الأمم المتحدة سبعة أيام لمغادرة البلاد. وإغلاق القنصلية الروسية في سياتل، اللبنة الاساس في الحرب الباردة الجديدة. إذ اعتبر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف قرار الولايات المتحدة طرد الدبلوماسيين الروس أمرا “جائرا” ويدمر ما تبقى من العلاقات الأميركية الروسية.
كما طردت ألمانيا أربعة دبلوماسيين روس حيث طلبت الحكومة الألمانية من أربعة دبلوماسيين روس مغادرة جمهورية ألمانيا الاتحادية خلال مهلة سبعة أيام”، موضحة أن القرار اتخذ بالتشاور مع الاتحاد الأوروبي والحلفاء في حلف شمال الأطلسي.
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس اعتبر ان ما حدث في سالزبري ، صدمة للاتحاد الأوروبي. باعتبار انها المرة الأولى التي يستخدم سلاح كيميائي منذ العالمية الثانية في أوروبا”.
باريس من جهتها أكدت وعلى لسان وزير خارجيتها التضامن مع بريطانيا، وطرد أربعة موظفين روس لديهم وضع دبلوماسي من الأراضي الفرنسية في مهلة أسبوع”.
كما اتخذت أوكرانيا ولاتفيا وليتوانيا وجمهورية التشيك نفس القرار بطرد دبلوماسيين روس. وقالت أوكرانيا على لسان رئيسها بيترو بوروشينكو إنها قررت طرد الدبلوماسيين الروس “تضامنا مع شركائنا البريطانيين والحلفاء عبر الأطلسي وبالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي”.
هذه الحرب التي بدأت شرارتها أوروبيا وأميركيا، لم تستند إلى اليقين، بل كما ترى وكالات الانباء الأوروبية انها استندت إلى تقييم بريطانيا التي ترى انه “من المرجح للغاية أن تكون روسيا الاتحادية مسؤولة عن الهجوم، وأنه لا يوجد تفسير بديل معقول” .
الحرب التي بدأت شرارتها بريطانيا، ما تزال موسكو تتعامل معها بهدوء، حيث نفى الكرملين أي ضلوع في الهجوم متهما بريطانيا بادارة حملة مناهضة لروسيا،بـ”فظاظة”غير مسبوقة.
وزير الخارجية البريطاني يرى ان هذه القرارات جاءت بعد”صبر العالم على الرئيس بوتين وأفعاله ، دون ان يكشف عن هذه الافعال التي صبر العالم فيها على بوتين ، إلا إذا كما قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن ما يجري هول محاولة لضرب الدور الروسي في سورية وربط ذلك باتهامات الغرب إلى دمشق باستخدام الغازات في حربها مع الاطياف المتعددة من المسلحين والجماعات الدينية على الاراضي السورية.
كما اعتبرت الخارجية الروسية ان حلفاء المملكة المتحدة “يتبعون بشكل أعمى مبدأ الوحدة الأوروبية الاطلسية على حساب المنطق، ومعايير الحوار المتحضر بين الدول ومبادئ القانون الدولي”.