المحلية

معلمون وتربويون يطالبون بتعليق “تعديلات التوجيهي” وعقد مؤتمر وطني

اخبار الاردن – طالب مجموعة من التربويين والمعلمين والأكاديميين في اجتماع عقد مساء الثلاثاء، في نقابة المعلمين، وزارة التربية والتعليم بتجميد قرارها الأخير المتعلق بإختيارية المواد العلمية لطلبة الثانوية العامة (التوجيهي) لمدة عام، والإبقاء عليه كما هو مقرر من العام الماضي.

كما طالبوا خلال الإجتماع الذي حضره نقيب المعلمين باسل فريحات ورئيس اللجنة المشتركة بين وزارة التربية والتعليم ومجلس نقابة المعلمين حسن العتوم ورئيس جمعية الفيزيائيين الدكتور مروان الموسى ونائب رئيس جمعية الكيميائيين الأردنيين الدكتور رائد غانم، ورؤساء تجمعات معملين لتخصصات عدة، بعقد لقاء عاجل مع مجلس التربية والتعليم للإطلاع على مبررات قراره الذي منح طلبة التوجيهي حق الإختيار بين مواد (الفيزياء والكيمياء والأحياء وعلوم الأرض) بالإضافة إلى إلغاء علامة مادة الحاسوب من امتحان التوجيهي وإعتبارها علامة مدرسية.

ودعا المجتمعون إلى عقد مؤتمر وطني يضم جميع المؤسسات ذات الصلة بالعملية التربوية  مثل: وزارة التربية والجامعات والجمعيات والنقابات والمشرفين التربويين للوصول إلى استراتيجية تعليمية وطنية متفق عليها.

وأشارت التوصيات الصادرة عقب الاجتماع، إلى أن من بين أهم محاور المؤتمر الوطني المدعو إليه تخفيف الحشو في المواد الدراسية وتطوير المادة العلمية في المناهج وصولاً إلى تطوير الطالب كمتلقٍ للمادة العلمية.

وخلال الإجتماع، قال نقيب المعلمين باسل فريحات “إن هذا اللقاء لا يأتي مناكفة للوزارة بل يهدف إلى التطوير”، مؤكداً تحفظ النقابة على التعديلات التي طرحتها وزارة التربية على التوجيهي.

وانتقد غياب أصحاب الاحتصاص عن مجلس التربية والتعليم، واصفاً التعديلات التي طرأت على التوجيهي بأنها باتت تضر بإبداع المعلم الأردني، مبيناً أن غياب النظرة الشمولية عن التربية باتت تنتج كثيراً من الطلبة الفاشلين، ومدللاً على قوله بتغيير عددٍ كبير من الطلبة لإختصاصاتهم الجامعية.

بدوره وصف رئيس جمعية الفيزيائيين الأردنيين الدكتور مروان سليمان الموسى القرار بأنه يضر بالعملية التربوية ويعود بها إلى الوراء، مبيناً أن من  بين عيوب القرار أنه أتخذ بعد الاستئناس بأنظمة تربوية عالمية، ولكنه لم يأخذ بالإعتبار ما تتضمنه هذه الأنظمة من مفاهيم وإمكانيات”.

وأكد أن مفهوم العلوم الأساسية يتضمن المواد الخمس وهي: الفيزياء والكيمياء والأحياء وعلوم الأرض وعلم الحاسوب.

من جهته عبر نائب رئيس جمعية الكيمائيين رائد غانم عن استغرابه من غياب دراسة إحدى المواد العلمية في التوجيهي كونه يمنح الطالب معرفة علمية منقوصة.

وأشار إلى أن منهاج الكيمياء في مدارسنا لم يطرح عليه أي تغيير منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن، منتقداً إتخاذ مجلس التربية لقراره دون استشارة أصحاب الاختصاص.

ووصف معلمون خلال الاجتماع قرارات الوزارة بأنها تعاني من غياب المؤسسية، مبدين تخوفهم من وجود جهات خارجية وجماعات ضغط داخل الوزارة تدفعها إلى إتخاذه.

رئيس اللجنة المشتركة بين ” النقابة ” و “الوزارة” حسن العتوم انتقد عدم تواصل الوزارة مع المعلمين في الميدان، بالاضافة إلى وضعها استراتيجيات دون شراكة مع المعلم، وفق تعبيره.

معلم الفيزياء والمنسق العام حسن جبرين أشار إلى أن قرار الوزارة يتناقض مع أسس القبول الموحد في الجامعات، حيث أن لجنة القبول الموحد تنظر في طلبات القبول الجامعي وفق المعدل العام وبغض النظر عن المواد التي اختارها الطالب خلال التوجيهي، فضلاً عن صعوبة تطبيقه لتباين إمكانيات المدارس بين المدن والقرى والأرياف والمخيمات، حيث أن هناك مدارساً تعاني من نقص الإمكانيات والكوادر، وأن قرار الوزارة هو استعادة لتجربة سابقة ما بين أعوام 1997 و 2001 أثبتت فشلها.

النائب السابق مريم اللوزي طالبت بإعادة النظر بالقرار، واصفةً التعليم بأنه في غرفة الإنعاش منذ سنواتٍ إثر وضع خطط تطويرية لا تتلاءم واحتياجاتنا الوطنية، ما أدى إلى تراجع يعبر عنه ما نعاني منه من ظواهر كالعنف المدرسي وتسرب الطلبة، قائلة: ” إن نتائج آخر مؤتمر للتطوير التربوي عقد قبل عامين لم تترجم إلى الآن بل بقيت حبيسة الأدراج”.

معلمو “المجموعة الوطنية لمعلمي الحاسوب” حذروا  خلال اللقاء من تداعيات إعتماد علامة مادة الحاسوب كعلامة مدرسية لا تدخل بإمتحان الوزارة، مبينين أن الطلبة لن يهتموا بهذه المادة بعد القرار.

المعلم حسام فاخوري رئيس المجموعة، قال: “إن هذا القرار يحمل آثاراً سلبية بينها تدمير المكتسبات التي تراكمت منذ نحو عقدين من الزمن لتأسيس مختبرات حاسوب في المدارس، بالاضافة إلى ضياع خبرة المعلين”.

وفي نهاية الإجتماع اتفق الحضور على أن المواد العلمية  وهي: الكيمياء والفيزياء والأحياء وعلوم الأرض والحاسوب حزمة واحدة لا تتجزأ.

يذكر أن أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتور محمد العكور سيلتقي ظهر الأربعاء عدداً من المعلمين للإستماع إلى مطالبهم حول التعديلات التي طرأت على التوجيهي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *