+
أأ
-

أزمة إيرباص تؤثر على قطاع الطيران العالمي

{title}

تلقت شركة إيرباص الأسبوع الماضي تذكيراً قاسياً بأن طائرتها الأكثر مبيعاً في العالم، وهي سلسلة إيه 320، ليست محصنة ضد الصدمات. وأضافت الشركة أنها اضطرت لسحب 6 آلاف طائرة من طراز إيه 320 بسبب خلل برمجي مرتبط بالإشعاع الكوني. وأوضحت أن هذه المشكلة دفعتها إلى خفض أهدافها لتسليم الطائرات لهذا العام بسبب اكتشاف عيوب في بعض ألواح جسم الطائرات.

كشفت النكسات المتكررة، المرتبطة إحداها بالفيزياء الفلكية والأخرى بمشكلات معدنية بسيطة، مدى هشاشة النجاح لشركة طيران تهيمن على قطاع الطيران. وأشار الرئيس التنفيذي لـ إيرباص، غيوم فوري، إلى أن "بمجرد أن نتجاوز مشكلة، تظهر لنا مشكلة أخرى"، في إشارة إلى عدد الطائرات المحتمل تأثرها بمشكلات سمك الألواح.

تأتي هذه النكسات بعد أسابيع من تجاوز سلسلة إيه 320، بما في ذلك الطراز الأكثر مبيعاً إيه 321، لطائرة بوينغ 737 ماكس المضطربة بوصفها أكثر طائرة ركاب تم تسليمها في التاريخ.

أزمة إيرباص وتأثيرها على التسليمات

بدأت أزمة الأسبوع الماضي عندما أصدرت إيرباص تعليمات مفاجئة لشركات الطيران بالعودة إلى إصدار سابق من البرنامج في جهاز كمبيوتر يوجه زاوية مقدمة الطائرة في بعض الطائرات. وأوضحت الشركة أن هذه التعليمات جاءت بعد حادثة ميلان طائرة جيت بلو من طراز إيه 320 نحو الأسفل، مما أدى لإصابة نحو 12 شخصاً على متنها. وأشارت إيرباص إلى أن المشكلة كانت نتيجة ضعف في البرنامج تجاه الوهج الشمسي، والذي يمكن نظرياً أن يتسبب في انحدار الطائرة.

ورغم أن التراجع عن تحديث البرنامج تم بسرعة، إلا أن إيرباص واجهت بعد أيام قليلة مشكلة أكثر رتابة هددت بتقليص عمليات التسليم في نهاية العام: اكتشاف عيوب في ألواح الفيوزلاج. وأكد الخبراء أن هذا الخلل يبرز التحديات التي تواجهها شركات الهياكل الجوية.

تسببت هذه النكسات في انخفاض حاد في أسهم الشركة، حيث تراجعت أسهم إيرباص بنحو 3 في المائة خلال الأسبوع بعد أن انخفضت بنسبة 11 في المائة في يوم واحد. وأوضحت الشركة أنها اضطرت إلى خفض هدفها السنوي للتسليم بنسبة 4 في المائة.

الضغوط على إيرباص والمستقبل المحتمل

تخضع إيرباص حالياً لضغوط من المحققين لتقديم المزيد من البيانات حول تعليق البرامج، بالإضافة إلى تردد بعض شركات الطيران في تسلم الطائرات المتأثرة دون ضمانات جديدة. وأكدت الشركة أنها تواجه أسئلة مستمرة حول سلاسل التوريد.

وأظهر الخلل الذي اكتُشف لدى مورد إسباني التحديات المستمرة بشأن سلاسل التوريد التي اضطربت بسبب جائحة كوفيد-19. وأشار الخبراء إلى أن حادثة الإشعاع الكوني هي تذكير بمدى تعرض الطيران للإشعاعات القادمة من الفضاء، وهي مسألة أصبحت أكثر أهمية مع اعتماد الطائرات الحديثة على المزيد من الرقائق الإلكترونية.

ودعا خبير الإشعاع الكوني، جورج دانوس، إلى ضرورة عمل المجتمع الدولي على فهم هذه الظاهرة بشكل أعمق، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب المزيد من التعاون والبحث لضمان سلامة الطيران.