سوق العقارات الفاخرة في لندن يجذب مليارديرات سيليكون

يشهد سوق العقارات الفاخرة في لندن اهتمامًا متزايدًا من قبل مليارديرات وادي السيليكون، حيث يسعون إلى تنويع استثماراتهم خارج الولايات المتحدة، وسط تقلبات سعر الصرف والفرص التي يتيحها السوق البريطاني.
وبحسب تقارير عقارية، فإن من بين أبرز الصفقات الأخيرة استحواذ ملياردير تكنولوجي أميركي على قصر في حديقة ريجنت مقابل 139 مليون جنيه إسترليني، ما يجعله ثاني أغلى صفقة عقارية في تاريخ بريطانيا. وعلق روبرت ديفورج، الشريك في شركة "نايت فرانك"، بأن هذا الاتجاه يعد تحوّلًا ملحوظًا، حيث كان المستثمرون الأميركيون تاريخيًا أكثر تركيزًا على سوقهم المحلي.
وأوضح ديفورج أن الموجة الجديدة من المستثمرين الأميركيين تختلف عن العقود السابقة، حيث كانوا سابقًا يأتون من نيويورك والقطاع المصرفي، بينما أصبحوا الآن أصغر سنًا وينتمون إلى عالم التكنولوجيا في كاليفورنيا وسياتل. وأشار إلى أن انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني جعل العقارات البريطانية أكثر جاذبية للمشترين الأميركيين، الذين يرون لندن بوابة للانفتاح على السوق الأوروبية.
ورغم تراجع الصفقات العقارية الفاخرة في لندن بنسبة 26% خلال عام 2024، إلا أن نسبة المشترين الأميركيين ارتفعت من 18% عام 2023 إلى 25%، متجاوزين المستثمرين من الشرق الأوسط وآسيا، ليصبحوا الفئة الأكثر حضورًا بين المشترين الأجانب.
وتشير البيانات إلى أن الأميركيين لا يقتصرون على العقارات الفاخرة فقط، بل زادت نسبتهم في الأحياء السكنية الأخرى، حيث يمثلون 25% من المشترين في مناطق مثل ويمبلدون وبلزاي بارك.
ويعزو الخبراء استمرار هذا التوجه إلى عوامل مثل التخفيضات الضريبية المرتقبة في الولايات المتحدة وارتفاع ثروات المستثمرين في التكنولوجيا والعملات المشفرة. ومع توسع نفوذ مليارديرات وادي السيليكون، يبرز التساؤل حول مدى تأثيرهم المحتمل في المشهد السياسي البريطاني، كما فعلوا سابقًا في واشنطن.