+
أأ
-

الحرب التجارية تشتد عالميا.. كيف يمكن للأردن الاستفادة؟

{title}

- منار حداد 

 

اشتعلت الحرب التجارية من جديد مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وبدأت تأخذ أبعادًا أكثر حدة، حيث فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية مرتفعة على عدة دول مثل كندا، المكسيك، البرازيل، الاتحاد الأوروبي، والصين.

وصلت هذه الرسوم إلى أكثر من 25% في بعض الدول، مما شكل تحديات كبيرة في التبادل التجاري العالمي، وألقى بظلاله على الأسواق المالية وأسعار الطاقة والمواد الخام.

يهدف ترامب من خلال هذه الرسوم إلى إعادة صياغة العلاقات الاقتصادية وفرض شروط جديدة على الدول الراغبة في البقاء ضمن السوق الأمريكي، الذي يُعد الأكبر عالميًا من حيث الاستهلاك.

وقد استجابت بعض الدول بالفعل، مثل البرازيل وكندا والاتحاد الأوروبي، وبدأت مفاوضات لإيجاد تسويات مناسبة، في حين اختارت دول أخرى الرد بالمثل عبر فرض رسوم مضادة على الواردات الأمريكية، مما زاد من تعقيد المشهد التجاري العالمي.

انعكاسات الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي

يرى الخبير الاقتصادي منير دية أن الحرب التجارية الجارية لها تأثيرات سلبية وأخرى إيجابية على الاقتصاد العالمي. فمن جهة، أدت هذه الحرب إلى اضطراب سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف الشحن، وتأثر قطاع التأمين البحري، مما أدى إلى زيادة أسعار بعض السلع الأساسية، لا سيما في قطاعي التكنولوجيا والسيارات.

كما أدى فرض الرسوم الجمركية على مدخلات الإنتاج إلى ارتفاع تكاليف التصنيع عالميًا، مما انعكس على المستهلكين بارتفاع الأسعار، إضافة إلى زيادة معدلات التضخم، خاصة في الولايات المتحدة، وهو ما قد يدفع إلى رفع أسعار الفائدة عالميًا، مما يشكل عبئًا إضافيًا على الحكومات والشركات المقترضة.

في المقابل، يرى دية أن انخفاض أسعار الطاقة، نتيجة تراجع الطلب العالمي بسبب هذه الحرب، سيكون له تأثير مزدوج، فمن جهة، قد يؤثر سلبًا على اقتصاد الدول الخليجية التي تعتمد على صادرات النفط، مما قد ينعكس على الأردن من خلال انخفاض تحويلات المغتربين وتراجع السياحة الخليجية.

ومن جهة أخرى، قد تستفيد بعض الدول المستوردة للطاقة مثل الأردن من انخفاض الأسعار، لكن بشكل محدود نظرًا لاعتماد الأسعار المحلية على الضرائب والرسوم المفروضة على المشتقات النفطية.

فرص الأردن في ظل الحرب التجارية

وسط هذه التحولات، يرى دية أن هناك فرصًا يمكن أن يستفيد منها الاقتصاد الأردني إذا أُحسن استغلالها. فمن خلال اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يمكن للأردن تعزيز صادراته إلى تلك الأسواق، خاصة أن صناعاته لم تتأثر مباشرة بالحرب التجارية الجارية.

كما يمكن أن يكون الأردن وجهة جاذبة للاستثمارات، حيث قد يبحث المستثمرون عن بيئة أكثر استقرارًا بعيدًا عن تداعيات الحرب التجارية.

ويمكن استغلال هذه الفرصة من خلال تقديم تسهيلات للمستثمرين، وخفض تكاليف الإنتاج، ودعم قطاع الشحن، لضمان استمرار سلاسل الإمداد وزيادة تنافسية المنتجات الأردنية، وتعزيز الاقتصاد الوطني وتقليل أثر التحديات الاقتصادية العالمية.

يقول دية: "على الأردن أن يستغل هذه الفرص بشكل استراتيجي، من خلال تعزيز الصناعات المحلية، ودعم الشركات المصدرة، وتحسين البنية التحتية وزيادة التنافسية في قطاع الشحن والنقل وخاصة ميناء العقبة. كما يجب العمل على تسويق الأردن كوجهة آمنة للمستثمرين في ظل هذه الظروف العالمية المضطربة."