أخبار الأردن – لوزان عبيدات
مباحثات أردنية أمريكية أجراها الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي جو بايدن ركزت بالدرجة الأولى على القضية الفلسطينية والوصول إلى حل الدولتين بما يخدم مصلحة الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم المشروعة داخل الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
ولم يغمض جفن الملك منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، إذ أجرى مفاوضات مع جهات عالمية ودولية عدة للوصول إلى حل يخدم الدولة الفلسطينية المحتلة ويعيد الأمن والسلام داخل قطاع غزة الذي مضى على العدوان عليه 135يوما.
ومن هذا المنطلق قام “أخبار الأردن” بمحاورة عدة سياسيين و حزبيين للوقوف على نتائج زيارة الملك الأخيرة لأمريكا وعقد القمة الأردنية الأمريكية هناك بالإضافة إلى جولة الملك الأوروبية التي استطاع من خلالها أن يوصل للعالم أجمع أن القضية الفلسطينية راسخه في قلوب الأردن والعالم كله.
اللواء المتقاعد مروان العمد أوضح أن جولة الملك الاخيرة التي شملت الولايات المتحدة الامريكية وكندا وبريطانيا وفرنسا والمانيا كانت هي الاهم.
وقال العمد لـ “أخبار الأردن” إن ماتحدث به الملك أمام الرئيس الأمريكي جو بايدن الداعم الأكبر لإسرائيل و لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، والمزود الرئيسي لها بالسلاح والمال، كان هو الأقوى والأكثر صراحة، وبشكل أحدث صدمة قوية في أروقة البيت الابيض وردهاته ولدى سياسيين أمريكيين إذ تفاجأوا من جرأة الملك وثباته.
وأشار العمد إلى كلمات الملك التي نالت إعجاب الشعب الأمريكي وتفهمهم للقضية الفلسطينية، وإعجابهم بشخصية الملك وأقواله إلى درجة قولهم ( وأخيرا أحدهم يقول الحقيقية في البيت الابيض ).
ملف السلام والاستقرار الإقليمي
من جهته، قال المحامي بشير المومني مدير عام هيئة الإعلام، إن الجهود الملكية نوعية وهي استمرارية للاستراتيجية الأردنية في ملف السلام والاستقرار الإقليمي وليست وليدة مرحلة أو محطة محددة.
وأضاف أن طبيعة الأحداث تطلبت جهدا استثنائيا وتحركا ميدانيا لماكينة الخارجية الأردنية بقيادة الملك فمن أول لحظات السابع من أكتوبر، كانت التقديرات الأردنية تشير إلى تبعات ضخمة وتحول استراتيجي في الصراع مما اقتضى موقفا فعالا مؤثرا يضبط إيقاع المشهد على بوصلة السلم لا الحرب.
وبين المومني أنه لا بدائل عالمية أو إقليمية عن الدور الملكي ولا يمكن التوقف عن بذل كل الجهود باتجاه وقف الحرب وتحريك عملية سلمية حقيقية تفضي إلى قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت إلى أن السياسة الأردنية بقيادة الملك بما تملك من أخلاقية ومصداقية وقدرة على الاستشراف وقراءة الواقع وثبات استراتيجي تجعل من الملك الشخصية الأكثر تأثيرا في القضايا المصيرية والرأي النوعي ومحل احترام وثقة كبيرين وجميعنا نلاحظ مقدار الاهتمام العالمي الكبير بلقاءات جلالة الملك مع زعماء العالم.
أهمية الزيارات العالمية
وفي السياق ذاته، أكد المحامي الدولي عبدالله الشياب أهمية هذه الزيارات لنقل وجهة النظر العربية وتحديدا الفلسطينية لا سيما في ظل عدم قدرة الشعب الفلسطيني ومؤسساته على القيام بهذا الدور السياسي لدى دول العالم.
وشدد الشياب على دور الملك انطلاقا من المسؤولية التاريخية اتجاة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والوصاية الهاشمية عليها وفي ضوء ما أكدته اتفاقية وادي عربة بين الأردن واسرائيل على ذلك، فإن هذا يحتم على الدولة الأردنية ممثلة بجلالة الملك التأكيد على هذا الحق القانوني في حمايتها ورعايتها لدى دوائر صنع القرار الدولي لدى الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن الزيارات الملكية تأتي لشرح وتوضيح تأثير ذلك على الدولة الاردنية قانونيا وسياسيا وعلى الشعب الفلسطيني وحق العودة وعدم تصفية القضية الفلسطينية من قبل إسرائيل ومنع محاولاتها تهجير الفلسطينيين والقضاء على حقوقهم التاريخية والقانونية في وطنهم وعلى رأسها القدس خصوصا في ظل الوضع الراهن وما يتعرض له الأشقاء في غزة والضفة الغربية من قتل وتدمير وإبادة جماعية وبالتالي يكون هذا مهما للأردن وفلسطين والعرب باعتبار فلسطين وقضيتها هي قضية الأمة المركزية.
الإنزالات الجوية
مساعد الأمين العام للشؤون السياسية والبرلمانية والنقابات المهنية في حزب الميثاق العين الدكتور ابراهيم الطراونة، أكد أن الهواشم والأردن يحظيان باهتمام عالمي كبير بسبب رسالتهم الواضحه والهادفة بحفظ أمن واستقرار المنطقة وغايتهم الحقيقة هي الوصول إلى حل شامل وهادف يحمي القضية الفلسطينية ويعيد الاستقرار والسلام والأمن إلى أراضيها.
وقال الطراونة إن ما يقوم به الاحتلال منذ عقود طويلة لا يمكن أن يفضي إلى استقرار ونعيم في المنطقة، مبينا إلى وضوح رسالة الملك للوصول إلى حل شامل وهادف يخدم هذه القضية التي تشغل بال الأردنيين جميعا.
وأشار الطراونة إلى الجهود الكبيرة و الواسعة التي يقوم بها الملك لإدخال المساعدات إلى أراضي القطاع، من خلال الإنزالات الجوية المشتركة التي تكاد أن تكون الوحيدة التي يقوم بها الأردن منذ أشهر طويلة.
اللقاءات الملكية
إلى ذلك، أكد عضو حزب “إرادة” الوزير الأسبق مالك حداد ان زيارة الملك قد غيرت باتجاهات الرأي العام الأمريكي والعالمي من ناحية توضيح خطورة هذه الحرب وانعكاساتها على المنطقة والعالم.
وأضاف حداد أن حالة تفكير إسرائيل باجتياح رفح وانعكاسات تهجير أهالي غزة دقت ناقوس الخطر في موضوع دعم الأونروا والتفكير من قبل بعض الجهات بتوقف دعم هذه المنظمة .
ولفت حداد إلى أن ما طرحه الملك والذي قد حظي بتقدير واسع من قبل دوائر صنع القرار في العالم وله أصداء واسعة، مبينا أن إسرائيل تخشى ولا ترغب في جهود جلالته التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
وشدد على أن توظيف هذه اللقاءات لصالح القضية الفلسطين إذ قال عنها الملك إن فلسطين بوصلتنا وتاجها القدس كانت منذ اليوم الأول حاضرة في اللقاءات الملكية.
تناغم الخطابات الملكية والشعبية
الأمين العالم للحزب المدني الديمقراطي عدنان السواعير أوضح أن الخطاب الأردني هو الخطاب الأكثر تقدميه من بين جميع الخطابات، إذ أكد الملك منذ البداية على ضرورة إيقاف الحرب التي يشنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطريقة لا تدخل العقل.
وأضاف السواعير أن الموقف الأردني منذ البداية ثابت ومطالِب دوما بإيقاف الحرب، مشيرا إلى الجهود الكبيرة كذلك للملكة رانيا العبدلله و وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.
وأشار السواعير إلى تناغم الموقف الأردني الرسمي مع الموقف الشعبي المتحرك منذ البداية لنصرة الأخوة في فلسطين.
ولفت إلى أن الموقف الأردني والأمريكي اقتربا من بعضمها البعض في القمة الأخيرة، إذ أن كلاهما أيد وبشكل واضح وقف الحرب على غزة وعودة الأمن والأستقرار.
ولا شك بأن الجهود الملكية في المحافظة على الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية، كانت ولا زالت مستمرة بالرغم من الضغوطات المستمرة التي تواجهها الدولة الأردنية إلا أن فكر ورؤى الهاشميين سيبقى في المقدمة حاملًا على اعناقه الوصاية الهاشمية والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
كما أن الجهود الملكية من تعطي لنا العزيمة والإصرار للتصدي لأي خطر يهدد الدولة الفلسطينية، بجهود ورؤى ملكية وطنية وبعزيمة هاشمية استطاعت منذ عقود طويلة أن تثبت لنا قوة هذا الوطن وعزيمته.