أخبار الأردن – لوزان عبيدات
حظيت فئة الشباب باهتمام كبير من قبل القوانين الجديدة الناظمة للعملية السياسية وعلى رأسها قانون الأحزاب الأردني، لذا يتطلع عدد كبير من الشباب في المجتمع الأردني بالمشاركة والانخراط في العملية السياسية القادمة لتعزيز دورهم في المجالات كافة.
ومن هذا المنطلق قام “أخبار الأردن” بمحاورة عدد من الحزبيين الشباب للاطلاع على دورهم وجهودهم في العملية السياسية القادمة.
رئيس اللجنة التنسيقية لشباب حزب الميثاق في العاصمة عمان، يزن اسعيفان، أوضح أنه عند الحديث عن الشباب لا يمكن أن ننسى الجهود والقوانين الرامية إلى تمكين الشباب والاهتمام بقضاياهم.
وأضاف اسعيفان لـ” أخبار الأردن” أن الملك ومنذ اللحظة الأولى يسعى لدعم الشباب عن طريق مبادرات وطنية تعنى بهم وبالدرجة الأولى.
وزاد اسعيفان” عند التطرق للاحزاب الاردنية وملف الشباب لا يمكننا أن نعمم الإجابة على جميع الأحزاب الأردنية فهي تختلف في توجهاتها وتركيبتها الداخلية لكن من خلال تواجدي في الساحة الشبابية السياسية يوجد هناك تفاوت في المجال المعطى للشباب ومن خلال تجربتي الشخصية في حزب الميثاق الوطني فنحن نملك المجال الفعلي لممارسة العمل الحزبي ضمن الإطار القانوني”.
وبين أنه لا يمكن الحديث عن التغيير الايجابي السريع الذي يطمح إليه العديد من الشباب دون الرجوع إلى قانون الانتخاب الذي حدد مرحلة انتقالية بالمقاعد المخصصة للأحزاب، إذ ستزداد بعد كل مجلس إلى أن نصل إلى المجلس الثاني والعشرين الذي يمكن الحديث بأنه سيكون قادرا على تحقيق التغيير الإيجابي المنشود من قبل المواطن.
حق الشباب بالمشاركة السياسية
من جهته، قال عضو حزب إرادة عدي الحنيطي إن تجربته مع حزب إرادة كانت ناجحة وقوية وذات طابع تشاركي بحت.
وأضاف الحنيطي، أن الحزب يعطى اهتمامًا بالشباب ويتبنى نهجًا فريدًا، كما يتيح مساحة واسعة للشباب ولجانهم بشكل مستقل دون تدخلات مما ينعكس إيجابيًا على عدد الانتسابات النوعية.
ولفت إلى أن الرؤية الملكية كانت نحو إطلاق طاقات الشباب وتمكينهم بالعلم والمعرفة، إضافة إلى التركيز على فتح آفاق الإنجاز أمامهم وينعكس ذلك الاهتمام من خلال مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وعلى أثرها في سن قوانين تحفظ حق الشباب بالمشاركة السياسية وبناء المرحلة السياسية القادمة.
الدولة الحداثية
مساعد الأمين العام لشؤون الشباب في حزب نماء، سند مجلي الرواشدة، أوضح أنه منذ بداية تولي الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية بدأ بالعمل على تغيير الطريقة التقليدية للدولة والانتقال للدولة الحداثية التي بالتأكيد عنوانها الأساسي هو الشباب.
وأضاف مجلي أن الساحة الحزبية في الأردن تتكون من نوعين من الأحزاب الأول يستخدم الشباب كشعار براق يحاكي مجتمعنا الشاب والثاني يبذل قصارى جهده لتمكين الشباب وتذليل عقباتهم وهم قلة رغم أن الدولة بكافة مؤسساتها تنادي بتمكين الشباب وتطويرهم.
ولفت مجلي إلى أن رؤية مجلس نيابي شبابي أردني صعب للغاية جراء عدم السعي إلى ذلك في ظل السعي الدائم الى تمكين كافة الفئات العمرية، طامحا إلى أن تنعكس نسبة الشباب المرتفعة على تمثيلهم في المجالس وفي القرار السياسي والاقتصادي للأردن.
وشدد على أن رؤية حكومات حزبية بات قريبا للغاية نتيجة توصيات اللجنة الملكية التي تسير بمسار زمني سليم كما هو مخطط لها إلى حكومات تشكلها الأحزاب في المستقبل القريب.
رؤية الملك للشباب
إلى ذلك، قالت مساعد الأمين العام للتثقيف الحزبي في حزب تقدُم، المهندسة سناء فالح عبابنة، إن الشباب الأردني اليوم يحضون باهتمام ملكي منقطع النظير، فالملك ينظر للشباب على أنهم ركيزة أساسية من ركائز الإصلاح والتطوير.
وبينت أنه من المبكر أن نتأمل بتشكيل برلمانات حزبية، إذ أن الأحزاب السياسية ما زالت اليوم تشهد عصر النهضة وإصلاحات طال أنتظارها، مؤكدة على أن الساحة ستشهد منافسة بين الأحزاب للوصول إلى المجلس العشرين وسيكون هذا هو الفيصل لإعادة النظر في الأحزاب السياسية اليوم.
وزادت “سيكون شكل مجلس النواب العشرين مختلف إلى حد ما فننتظر أن نرى لوحة فسيفساء جميلة داخل مجلس النواب تحمل في أروقتها مجموعات تشكلت على أسس المبادئ والبرامج والأهداف المشتركة بعيدا عن الجغرافيا والتقسيمات الاخرى”.
ودعت عبابنة الشباب لطرق أبواب الأحزاب وممارسة العمل السياسي، مشيرة إلى ضرورة أن تولي الأحزاب الشباب جُل اهتمامها من خلال البرامج الإصلاحية التي تتبناها.
أحزاب جادة برعاية ملكية
من جانبه، أكد رئيس قطاع الشباب في حزب الغد الأردني، مهدي الشوابكة، أن فئة الشباب حظيت جل اهتمامات الملك من خلال مؤسسة فعلية للعمل الشبابي وعقد شراكات فاعلة مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وإطلاق الاستراتيجيات الوطنية للشباب برعاية من الملك.
وأشار إلى أن ما نشهده الآن من تكاثف للشباب الحزبي في جميع المجالات وبتنسيب من أحزابهم، يدل على أن الأحزاب جادة في إشراك الشباب بالعمل الحزبي الحقيقي وإذ أخذنا نظرة شمولية على معظم الأحزاب سنرى بأن للشباب مناصب قيادية في أحزابهم.
وزاد “وصول الشباب إلى البرلمان أمر مفروغ منه ولكن في البرلمان القادم برأيي سوف يكون عدد الشباب قليل مما قد يضعف صوتهم ولكن نأمل بأن ينجحوا في إيصال صوتهم وصوت الشباب الاردني ككل برؤية حديثة من خلال قوانين وسياسات تعكس احتياجات وآمال الشباب وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية”.
مسارات التحديث الثلاث
وأكد عضو المجلس المركزي في الحزب المدني الديمقراطي الاردني، المهندس مصطفى ابو داري، أن لمسار تحديث المنظومة السياسية دور مهم وفعّال في إشراك الشباب والشابات في المنظومة الحزبية الوطنية في إطار اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية.
وقال ابو داري إنه لن تقوم قائمة للمجالس النيابية القادمة إلا بحضور شبابي مثقّف واعٍ يدرك التحديات ويستشرف الفرص ويعي دوره في استكمال عملية التطوير والبناء وتقديم البرامج الإصلاحية التحوليّة في شتّى المجالات وعلى كافة الأصعدة .
وبين أن الإنعطافة التاريخية التي تبنّتها الدولة الأردنية بكافة سلطاتها في مسارات التحديث الثلاث، السياسية منها والإقتصادية والإدارية، تستحق من كافة الفعاليات السعي لإنضاجها طبيعيًا غير معجّلةٍ، لافتا إلى أن فروافعها تُغرس بإتقان وعناية حتى يكون البناء صلبًا لا يتزحزح، وعليه، فإن المهم هنا ليس بمدى قرب الحكومات الحزبية بل أسس ومعايير الوصول إليها لتثبيتها واستدامتها.
وشدد ابو داري على دور الملك برعايته لإطلاق الإستراتيجية الوطنية للشباب عام ٢٠٠٤ إضافةً لاستحداث وتطوير حواضن ابتكار وابداع ومشاريع عديدة سعى من خلالها لتمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في الفضاء العام وتنفيذ مجموعة من المبادرات على مستوى.
فرصة ذهبية
عضو حزب عزم راكان الفاخوري أكد أن للشباب فرصة ذهبية للنهوض بمستقبل الوطن والسعي نحو حياة وحكومات حزبية.
وبين فاخوري أن حزب عزم يسعى وبشكل جاد لإعداد قيادات شبابية قادرة على مواجهة جميع التحديات، وصولا لمجلس نواب شبابي قادر على تحقيق أهدافه الوطنية على أكمل وجه.
ولفت فاخوري إلى أن الوصول إلى مجلس نيابي شبابي يحتاج لجهد كبير وعمل متماسك من قبل القيادات الشبابية الساعية بشكل دائم للوصول إلى تحول ديمقراطي ينهوض بالأردن.