أخبار الأردن -قال نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية، توفيق كريشان، “إن بعض مجالس البلديات والمُحافظات، تجاوزت ما نسبته 90 بالمئة من الإنجازات المُخطط لها”، وإن هذه المجالس “هي اللبنة الأولى لبناء التنمية في المُجتمعات”.
جاء ذلك خلال لقاء عقده الفريق الوزاري، برئاسة كريشان، اليوم الاثنين، في المركز الثقافي الملكي، مع مُختلف الجهات الرسمية والعامة في البادية الوسطى، للوقوف على ما أُنجر من المشاريع الحُكومية المُنفذة، خلال فترة الـ25 عامًا الماضية، وذلك في إطار احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش.
وأشار كريشان إلى تحديات ومُعيقات واجهت مجالس المُحافظات، عازيًا سببها إلى “بعض التشريعات”، لكنه أوضح أن الحُكومة تسعى حاليًا إلى تعديل تلك التشريعات، لتلافي الأخطاء التي ارتكبت في الماضي.
وحول الإنجازات التي حصلت في عهد جلالة الملك، قال إن قانوني الانتخاب والأحزاب اللذين أفرزا 38 حزبًا، استحقوا الوضع الدستوري للمُشاركة بالانتخابات، المُقررة في 10 أيلول/ سبتمبر المُقبل.
وأكد كريشان في افتتاح الاجتماع، اعتزاز الأردنيين بإنجازات الوطن في جميع القطاعات، خلال 25 عامًا الماضية (اليوبيل الفضي)، واستمرار مسيرة الإنجازات.
ولفت إلى الجهود الاستثنائية التي بذلها جلالة الملك في تطوير المملكة خلال هذه الأعوام، رغم التحديات وكان أبرزها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتحولات السياسية في المنطقة، واستضافة الأشقاء اللاجئين العراقيين والسوريين، وجائحة فيروس كورونا، وغيرها من المُعيقات.
وشدد كريشان على أهمية الجهود التي يبذلها جلالة الملك لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، على المُستويات الإقليمية والدولية، ودور جلالته في إرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
واستعرض الاجتماع، الذي حضره أعضاء الفريق الوزاري، ومحافظو العاصمة والزرقاء والمفرق، وأعضاء المجالس التنفيذية في هذه المُحافظات، الإنجازات التي حققتها البادية الوسطى، واحتياجاتها الحالية والمُستقبلية، وما يواجهها من تحديات ومُعيقات.
ويُعتبر هذا الاجتماع الثالث للفريق الوزاري الذي شكله رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، بهدف الوقوف على ما تم إنجازه من المشاريع الحُكومية خلال الـ25 عامًا الماضية في المُحافظات والبوادي، وذلك بعد جولة تضمنت مُحافظتي عجلون وجرش.
وتطرق رؤساء مجالس مُحافظات: العاصمة والزرقاء والمفرق، إلى أهم التحديات والمُعيقات التي تواجه عمل مجالس المُحافظات، ومنها حجز مبالغ مالية لازمة لتنفيذ مشاريع تنموية” في الوزارات المعنية، وعدم تأهيل طرق رئيسة وفرعية، وحاجة كثير من الطرق إلى تأهيلها وتعبيدها، وإيصال المياه والكهرباء للكثير من المناطق.
وطالبوا، وزارة التخطيط والتعاون الدولي بضرورة تخصيص منح أو زيادتها من أجل تنفيذ مشاريع تنموية، تعود بالنفع على المُجتمع المحلي وأبنائه.
من جانبهم، طالب رؤساء بلديات في البادية الوسطى بإعادة النظر التشريعات الخاصة بالاستثمار، بما يشمل تصنيف الصناعات، ومُعالجة المنازل خارج التنظيم، وكذلك انقطاع المياه المُتكرر، خصوصًا في الصيف.
وقالوا إن هُناك نقصًا في عدد المراكز الصحية، خصوصًا الشاملة منها، مؤكدين في الوقت نفسه إلى وجود طلبة ما يزالوا يدرسون حتى الآن في “كرفانات”، فضلًا عن وجود العديد من الأبنية المُستأجرة.
ودعا رؤساء تلك البلديات إلى ضرورة تنظيم وتأهيل وتهيئة المسارات السياحية، وتسويقها داخليًا وخارجيًا، مطالبين باستحداث مراكز ثقافية ومكتبات عامة وإنشاء ملاعب وصالات رياضية مُتعددة الأغراض.
بدورهم، تحدث الوزراء المعنيون حول العديد من الإنجازات التي حققتها مُختلف القطاعات في البادية الوسطى خلال الأعوام الـ25 عامًا الماضية.
وقال وزير المياه والري، رائد أبو السعود، إن أهم مُشكلتين تواجه الوزارة هما: الفاقد المائي، وشبكات المياه، مؤكدًا أن الوزارة تحاول بكُل قوة حلهما، بالطرق السليمة، وضمن الإمكانات.
وأضاف أن فترة الصيف في الأردن “صعبة” على الجميع وفي كُل المناطق، موضحًا أن الوزارة توزع كميات المياه (الدور) بعدالة، وبما يتناسب مع عدد السكان في كُل منطقة.
وأكد أبو السعود أن المياه الواصلة لمنازل المواطنين سليمة 100 بالمئة ومطابقة للمواصفة الأردنية التي تُعتبر من أفضل المواصفات العالمية.
من ناحيته، قال وزير الزراعة، خالد الحنيفات، إن الوزارة أنجزت العشرات من الحفائر التُرابية، وصلت نسبتها إلى نحو 35 بالمئة مما أُنجز في هذا الشأن خلال عمر الدولة الأردنية، مُضيفًا أن القطاع الزراعي في البادية بشكل عام زادت صادراته العام الماضي، حتى وصلت قيمتها إلى 158 مليون دينار.
من جهته، تطرق وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، عزمي محافظة، إلى عدد المدارس التي تم إنشاؤها، وتلك المنوي تنفيذها مُستقبلًا، قائلًا إن التوجه الحالي هو نحو زيادة عدد المدارس المهنية، وإنه في حال كان فيه عدد كاف من الطلاب يتم إنشاء مدرسة مهنية.
من جانبه، أكد وزير السياحة والآثار، مكرم القيسي، أن مجالس البلديات والمُحافظات “شركاء حقيقيون في التنمية بشكل عام”، مُشيرًا إلى أن الدخل السياحي تضاعف عشرة مراة خلال الـ25 عامًا الماضية.
بدوره، أقر وزير الصحة، فراس الهواري، بالحاجة إلى وجود مُستشفى في منطقة الأزرق، كون أقرب مُستشفى للمنطقة يبعد 80 كيلومترا، مشيرا إلى وضع دراسة لإنشاء مُستشفى في الأزرق، بُغية تحسين الرعاية الصحية.
من ناحيتها، قالت وزيرة الثقافة، هيفاء النجار، إن مُحافظة المفرق تستحق أن يكون فيها مركز ثقافي، مُضيفة نعمل جاهدين من أجل تأمين قطعة أرض تصلح لأن تكون مركزًا ثقافيًا في المفرق.
وأوضحت أن وزارة الثقافة تقع في قلب التنمية الاقتصادية، مُشيرة إلى ما تقوم به الوزارة من مشاريع دعم ومُبادرات من شأنها أن تعود بالنفع على المُجتمع المحلي.
من جانبها، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية، وفاء بني مُصطفى، إن التعاون والتشارك مع مجالس البلديات والمُحافظات، أمران أساسيان للنجاح، وبالتالي تلقي المواطن الخدمة الفُضلى.
وأوضحت أن الوزارة تعمل جاهدة من أجل تعزيز الموازنات المُخصصة لمكاتب التنمية الاجتماعية في مُختلف مُحافظات المملكة.
من جهتها، قالت وزيرة العمل، ناديا الروابدة، إنه يقع على رأس أولويات الحُكومة تخفيض نسبة البطالة، وزيادة نسب التشغيل، مُشيرة إلى مُبادرات التشبيك، التي تقوم بها مُديريات التشغيل، ما بين أصحاب العمل والباحثين عن العمل.
وحضر الاجتماع، كل من وزراء المياه والري رائد أبو السعود، الزراعة خالد الحنيفات، الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي عزمي محافظة، السياحة والآثار مكرم القيسي، الشباب “محمد سلامة” النابلسي، الصحة فراس الهواري، الثقافة هيفاء النجار، التنمية الاجتماعية وفاء بني مُصطفى، العمل ناديا الروابدة، النقل وسام التهتموني.
كما حضر الاجتماع، أمين عام وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة سميرة الزعبي، وأمين عام وزارة الأشغال العامة والإسكان جمال قطيشات، وعدد من المسؤولين التنفيذيين في البادية الوسطى، إضافة إلى مدراء عامين