كشف مرصد الغابات العالمي عن خسارة الأردن لنحو 0.3 % من الغطاء الشجري بين عامي 2001 و2016.
ووفق الاحصائيات، الصادرة عن المرصد أخيرا واطلعت عليها “الغد”، فإن تلك الخسارة تسببت بتزايد انبعاثات ثاني اكسيد الكربون CO₂ في الاجواء.
وقال المرصد إن عجلون شهدت أكبر خسارة لأغصان الأشجار، مشيرا إلى انطلاق 910 أطنان من الكربون في الغلاف الجوي نتيجة لفقدان الغابات بين عامي 2001 و2016.
ودفع فقدان الغطاء الشجري في الأردن والعالم، بمنظمة الاغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، إلى رفع شعار “لنجعل مدننا أكثر الأماكن صحة وخضرة وسعادة للعيش”، شعارا للاحتفال باليوم الدولي للغابات، غدا الاربعاء، إضافة الى التأكيد على عدد من الرسائل مثل ان الغابات والأشجار تمتص وتختزن الكربون الذي يساعد في التخفيف من تأثيرات تغير المناخ في المناطق الحضرية وحولها.
وأرجع رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان تعرض قطاع الغابات لحالة من التدهور البيئي إلى “الحرائق المتعمدة وسوء التخطيط الحضري من خلال الزحف الاسمنتي على حساب المساحات الخضراء”، ما أدى إلى زيادة انبعاثات ثاني اكسيد الكربون التي كان من الممكن تخزينها في القطاع الغابوي”.
واعتبر الشوشان في حديث لـ “الغد”، الجهود الرسمية في حماية الغابات “متواضعة بسبب ضعف التنسيق بين الجهات المعنية من جهة، وتدني الامكانات المالية والفنية من جهة اخرى”، مبينا أن “منصات التواصل الاجتماعي ساهمت في رفع حالة الوعي خلال الأعوام القليلة الماضية بين المجتمع المحلي لايلاء الثروة الحرجية الاهتمام وضمن الاولويات الحكومية”.
وتزامنا مع الاحتفالات باليوم الدولي للغابات أطلق تحالف الجمعيات من أجل الغابات أخيرا “أسبوع الغابات الأردني الأول” من الجامعة الهاشمية بهدف نشر الوعي بقيمة وأهمية المحافظة على الغابات الوطنية وزيادة مساحاتها من خلال كافة الجهات المعنية.
وسيعمل التحالف الذي يضم سبع جمعيات بيئية وتنموية خلال الأسبوع على إعادة تأهيل 30 دونما بشكل مستدام وغرسها بالأشجار وحمايتها.
ويعاني الأردن من امتداد رقعة التصحر حيث أن معظم الاراضي فيه جافة أو شبه جافة ورطبة، كما أن للعوامل البشرية والطبيعية أثرا كبيرا على زيادة ذلك، بحسب رئيسة جمعية دبين للتنمية البيئية ومنسقة التحالف هلا مراد.
وأوضحت مراد أن قلة هطول الأمطار في السنوات الأخيرة، وفق تقرير حالة البيئة الأردنية إلى 1.2 ملم سنويا، “يسهم في محدودية التجدد الطبيعي في الغابات وتدهورها”، لافتة إلى أن نقصان الغابات والتصحر يؤديان لزيادة الانحباس الحراري ونسبة الكربون في الجو، ويؤدي بالتالي إلى تدهور الأراضي الزراعية والحرجية، وفقدان الغطاء النباتي”.
ولوقف التدهور، تؤكد مراد ضرورة تنفيذ الإدارة المســـتدامة لجميع أنواع الغابات، ووقف إزالتها، وزيادة نسبة التشـجير وإعادة غرس الغابات على الصـعيد الوطني ووضع خطط وأوليات وطنية مرتبطة بقطاع الغابات، وعلى رأسها ايجاد قانون متخصص لاستعمالات الأراضي”.
ومن شأن زراعة الأشجار بشكل استراتيجي في المناطق الحضرية ترطيب الجو بحوالي 8 درجات مئوية، والحد بالتالي من الحاجة إلى التكييف بنسبة 30 %، وفق منظمة الأغذية والزراعة.
ووفق الخبيرة البيئية صفاء الجيوسي تعتبر “الغابات رئة الارض وتسمى بـ (carbon sink) أي بالعة الكربون الرئيسيّة، وتعمل على الحد من تبعات التغير المناخي وظاهرة الاحتباس الحراري العالمي”، لافتة الى أن “تقطيع الغابات يعني فورا إطلاق الغاز الدفيء (ثاني اكسيد الكربون) وهو المسبب الرئيسي للتغير المناخي”.