اخبار الاردن – كشف وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، عن تنسيق أردني روسي أميركي لتفكيك مخيم الركبان للاجئين، خلال محادثات أجراها اليوم الجمعة، في موسكو مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، بحثا خلالها تنسيق المواقف للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وركزت على المستجدات في جهود كسر الجمود في العملية السلمية، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الصفدي: “بالنسبة لسورية هدفنا أن نتوصل إلى حل سياسي ينهي الكارثة وينهي الأزمة، وتحقيق هذا الهدف يتطلب تعاونًا وتنسيقًا مع روسيا، ونحن منخرطون في جهود مستمرة، سواء مع أصدقائنا الروس أم مع أصدقائنا الآخرين في المجتمع الدولي، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة يحفظ وحدة سورية وتماسكها واستقلالها، ويعيد أمنها واستقرارها وعافيتها ودورها في تعزيز استقرار المنطقة، ودورها المهم أيضاً في منظومة العمل العربي المشترك”، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية.
وأشار إلى أن “روسيا شريك أساسي في هذه الجهود، وللمملكة وروسيا تجرية ناجحة جدًا في محاولة التقدم نحو حل لهذه الأزمة، وشراكتنا أنتجت حلًا في منطقة خط التصعيد في الجنوب الغربي السوري في السابق، وأنتجت أفضل وقف لإطلاق النار، وأيضًا تمكنّا من العمل معًا للحيلولة دون وقوع كارثة في الجنوب الغربي، عندما عادت القوات الحكومية إلى الجنوب عبر العمل على اتفاقيات مصالحة سمحت بعودة مع أقل حجم من الخسائر، وحمت آلاف الأرواح، وحالت دون تهجير مئات الآلاف من المواطنين السوريين”.
وحول مخيم الركبان، قال الصفدي إن الأردن يتطلع إلى “العمل مرة أخرى مع روسيا إزاء تجمع الركبان للنازحين السوريين”، موضحًا أن “الحل الوحيد لهذه المشكلة هو تأمين عودة قاطني هذا التجمع إلى بلداتهم وقراهم، ونتطلع لإيجاد الآلية التي تسمح بتحقيق ذلك”، مشيرًا إلى “أن هناك تنسيقًا ثلاثيًا بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية وروسيا لتفكيك المخيم، وتأمين عودة قاطنيه إلى بلداتهم وقراهم”.
وحول المساعدات الإنسانية، أكد الصفدي أنها “ضرورية”، وأن “الأردن سمح سابقًا بدخولها إلى الركبان عبر أراضيه، ولم يكن هنالك خيار آخر”، مستدركًا بأنها “تدخل الآن من الداخل السوري”.
وأكد وزير الخارجية موقف المملكة الداعي لضرورة وجود “دور عربي إيجابي في الجهود المستهدفة إيجاد حل لهذه الكارثة، التي سببت قتلًا ودمارًا وخرابًا يجب أن يتوقف وبشكل فوري”.
وحول قضية اللاجئين السوريين، أشار إلى أن “هنالك حوالى مليون وثلاثمئة ألف شقيق سوري موجودين في الأردن، منهم ستمئة أو سبعمئة ألف مسجلون لدى الأمم المتحدة، والبقية غير مسجلين، نقدم لهم كل ما نستطيع من الخدمات ونحن مستمرون في تقديم كل ما يمكن تقديمه لهم لضمان العيش الكريم، لكننا في نفس الوقت نشجع العودة الطوعية لهؤلاء الأشقاء إلى وطنهم”.
من جهةٍ أخرى، وبشأن القضية الفلسطينية، قال الصفدي: “كما تعلمون، القضية الفلسطينية بالنسبة للمملكة الأردنية الهاشمية هي القضية الأساس وهي القضية المركزية وموقفنا الثابت والدائم أن لا أمن ولا استقرار ولا سلام شاملاً في المنطقة من دون حل هذا الصراع على الأسس التي تنصف الشعب الفلسطيني الشقيق على أساس حل الدولتين”.
بدوره، قال الوزير لافروف “ناقشنا اليوم القضية السورية وأزمة اللاجئين وكيف يمكن التعامل معها، وكذلك الركبان، حيث لا يستطيع اللاجئون السوريون في هذا المخيم الحصول على المساعدات الإنسانية”. وأضاف “اتفقنا على أن نواصل النقاش في هذا الموضوع في إطار اللجنة المشتركة لروسيا والأردن في عمان، وكذلك بمشاركة في بعض الأحيان من ممثلين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة”.
وحول القضية الفلسطينية، أكد أن “موقف روسيا إزاء هذه القضية واضح، حيث من الضروري أن يباشر الجانب الفلسطيني والإسرائيلي الحوار المباشر بين الطرفين، ونحن نقترح أن تجرى مثل هذه المباحثات في روسيا بدون شروط مسبقة، ونشير دائمًا إلى ضرورة المساعدة الدولية والجهود المشتركة من قبل المجتمع الدولي للحفاظ على مرجعية دولية لقضية الشرق الأوسط وفي إطار الرباعية الدولية والأمم المتحدة وغيرها”.