المحلية شريط الأخبار

بعد “الكارثة”.. جدل التوقيت الصيفي يعود للأردن والحكومة ترد

أخبار الاردن – بعد 14 شهرًا على اتخاذ قرار تثبيت التوقيت الشتوي في الأردن لغايات اقتصادية بحتة، عاد الجدل مجددًا إلى الواجهة من بوابة حادث مأساوي لانقلاب حافلة للطلاب الأربعاء، أودى بحياة 5 أشخاص وإصابة 35 آخرين بينها حالات حرجة.

وتعزو الحكومة الأردنية قرارها، الذي اتخذ في أكتوبر 2022، إلى أن تثبيت التوقيت الصيفي يمنح الأنشطة الاقتصادية الاستفادة من أطول وقت ممكن من ساعات النهار وثبات مواعيد التواصل حول العالم، في حين تتعالى الأصوات بين الفينة والأخرى للعودة إلى التوقيت الشتوي، على خلفية حوادث مرورية وأخرى تنظيمية في مؤسسات تعليمية.

المشكلة تكمن، وفقًا لشهادات المواطنين لموقع سكاي نيوز عربية، في تأخر شروق الشمس عند اعتماد التوقيت الصيفي في فصل الشتاء لحدود الساعة السابعة والنصف، الأمر الذي يدفع الطلبة والعاملين للخروج في أوقات الظلام وتشكّل الضباب وانعدام الرؤية، علاوة عن مخاطر إضافية لانتشار الكلاب الضالة.

وتقول الطالبة ملاك الرديني لموقع سكاي نيوز عربية، إنها تضطر للخروج من المنزل في ساعات الظلام الحالك خلال رحلتها إلى الجامعة من مكان سكنها في محافظة مأدبا جنوبي عمّان إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا في محافظة إربد شمال البلاد.

وأضافت، “تستمر الرحلة وسط الشوارع الفارغة خلال الظلام وتشكّل الضباب وهطول الأمطار لحدود الساعتين ونصف ما يعني أنها تخرج من الساعة الخامسة قبل الفجر، للحاق بمحاضرة الساعة الثامنة”.

حادثة سابقة تثير رعب الأهالي

واستذكر الأردنيون في تدويناتهم تحت وسم التوقيت الشتوي الذي تصدّر منصة إكس “تويتر سابقا”، حادثة مقتل الطالبة نور العوضات عام 2013، والتي تسبب مقتلها في ساعات الصباح الباكر أثناء ذهابها إلى الجامعة في إلغاء اعتماد التوقيت الصيفي حينها في عهد حكومة عبدالله النسور.

وأثار استذكار مقتل العوضات إلى جانب حادث انقلاب الحافلة رعب الأهالي من إرسال أبنائهم إلى الجامعات عبر وسائل النقل العام في الساعات المبكرة، مطالبين الحكومة في إعادة اعتماد التوقيت الشتوي وعدم انتظار حدوث فاجعة أخرى.

الحكومة ترد مجددًا

فيما علق وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة الأردنية، مهند مبيضين، على الأصوات الشعبية المطالبة بالعودة إلى التوقيت الشتوي، بقوله إن المبررات لم تتغير عن السابق، والتي تتمثل بأن الدافع وراء التوقيت الصيفي “استفادة اقتصادية” لا سيما في مجال توفير الطاقة.

ويضيف الوزير الأردني خلال حديثه لموقع سكاي نيوز عربية، أن الحكومة الأردنية لا تفكر بالعودة إلى التوقيت الشتوي على الإطلاق، إذ إن الحوداث تحدث في البلاد في أي وقت، سواء كانت في التوقيت الصيفي أو بالتوقيت الشتوي، منوهًا إلى أن الأهم من التوقيت هو الالتزام بقواعد السلامة المرورية والابتعاد عن السرعة الزائدة على الطرق؛ لحماية الأرواح.

وعدلت الحكومة في بداية فصل الشتاء الحالي أوقات دوام المدارس ومدد الحصص الصفية تماشيا مع قرارها بتثبيت التوقيت الصيفي لتجنب خروج الأطفال في أوقات الظلام في الفترة الصباحية، أو دخول الظلام قبل انتهاء دوام طلاب الفترة المسائية.