أخبار الأردن – قال رئيس الوزراء الأسبق، علي أبوالراغب، إن قمة العقبة التي جمعت جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني اليوم الأربعاء، تقرأ ضمن السياق الدؤوب الذي يقوم به جلالته في دعم الأخوة والأشقاء في فلسطين، وخاصة في غزة.
وأضاف الرئيس أبوالراغب، خلال استضافته على برنامج صوت المملكة ويقدمه الزميل عامر الرجوب، أن جلالة الملك عبد الله الثاني قام بعدة زيارات إلى أوروبا وأفريقيا وعربيًا؛ لإيجاد معادلة يتم من خلالها إيقاف الحرب وأخرى للمستقبل.
وبين، أن قمة العقبة تأتي للتنسيق بين الزعماء لإيجاد معادلة حول ما بعد الحرب، بالإضافة إلى الأولوية الأولى “كيفية إيقاف الحرب”، والتي تعد معادلة صعبة في ظل وجود حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزمرته.
ويعتقد: الجميع يتناول ما بعد الحرب، فمن المناسب يحدث التنسيق ما بين الأردن ومصر بشكل رئيسي، بالإضافة إلى السلطة التي تمتلك الشرعية.
وفي ذات الوقت، أكد الرئيس أبو الراغب أن ما تقوم به المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، يعتبر عملًا بطوليًا، إذ جميعنا نحترم البطولة ومعجبين بإمكانياتهم وشجاعتهم في مواجهة الهجوم البربري الإسرائيلي، ونقف احترامًا وتقديرًا لصمود الشعب الفلسطيني، “نضال عجيب غريب.. هذا الشعب يتحمل الالام والمصائب، ونقول الله يأخذ بيدهم والمزيد من النجاح والقوة بمشيئة الله”.
وعن الضفة الغربية، أوضح أن الضفة باتت على صفيح ساخن؛ نظرًا للتصعيد المستمر والهجوم على المخيمات والمدن واقتحامات، “والتي تحمل نوعًا من التبلي على الشعب الفلسطيني من قبل حكومة نتنياهو”.
**التهجير
وعن ملف التهجير، أشار إلى أن وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش قال بوضوح “يجب أن نقوم بتهجير الفلسطينيين”، وفي مناسبة أخرى ضم الأردن لخريطته، مؤكدًا ضرورة اتخاذ إجراءات تحوط، وكذلك أن الأردن يتعامل مع الأمر من خلال الدبلوماسية، ضمن معاهدة السلام الموقعة عام 1994.
وتابع: كان يجدر بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين، أن تقوم باستعمال الدبلوماسية الخشنة.. يكفي نعومة!.. سموتريتش ضمنا لفلسطين وهو وزير عامل هام في حكومة نتنياهو.
ونوه إلى أن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، يقوم بتشكيل ميلشيات في الضفة الغربية، حيث أن المستوطنين استولوا على منطقة (ج)، والتي تشكل 60 بالمئة من مناطق الضفة، مشددًا على أن الاحتلال يقوم بكل وضوح، عملية تهجير داخلية.
وتطرق إلى أن أهالي قطاع غزة يتمسكون بالأرض بصورة عجيبة، وخاصة في ظل عدم توفر إمكانيات الحياة الأساسية.
ويرى أن القصف الجائر واستهداف المدنيين ومقاومات الحياة، جميعها نقاط توضح أن “إسرائيل” تعتزم تهجير أهالي قطاع غزة، لكن في المقابل كان الموقف الأردني والمصري الموحد واجه الملف، وهو لاقى دعمًا من الدول الأوروبية.
ويخشى من الهجرة الطوعية لأهالي قطاع غزة وخاصة في ظل الوضع المعيشي الصعب، “مع كل احترامي للشعب الفلسطيني، مهما كان صامدًا، لكن حينما يواجه مرض أبنه سيقطع الحدود، وإذا وجد فرصًا مريحة قد يخرج من القطاع أيضًا”.
ويقول إن الأشقاء في مصر يرفضون الهجرة لكن حينما تكون طوعية، لن يستطيعوا منعهم، مضيفًا أن الأردن اتخذ قراره بشأن التهجير بأنه بمثابة إعلان حرب على البلاد.
وأكمل: حل الدولتين يعتبر مطروحًا على الطاولة، ولكن ضمن المعادلات الدولية، أشك في ذلك. أمريكا لديها رخوة وخاصة لديها سنة انتخابات، وأوروبا تتبع أمريكا على الغميضة.
وعن الوضع العربي، شدد على أن الوضع لا يشجع على دعم الفلسطينيين بكل الإمكانيات الهائلة للدول العربية، في سياق دعم حل الدولتين، لافتًا إلى أن مسألة التطبيع يساعد “إسرائيل” أن تدير ظهرها.
وعن الانقسام الداخلي في فلسطين، أشار الرئيس إلى عدم وجود توافق ما بين حركتي فتح وحماس، “للأسف.. لا يوجد أيّ بوادر تفاهم، أي باب مغلق بينهم، والآن يحتاجوا في أكثر من أي وقت مضى بأن ينزل كل منهما عن الشجرة”.
وتحدث أن المحادثات الدولية تشير إلى سلطة مهجنة ومعدلة، دون ذكر حماس، غير أن الحركة الإسلامية أمر واقع على الأرض، منوهًا إلى أن حماس لديها الشعبية الأكبر بين الفلسطينيين.
وشدد على ضرورة وجود محادثات رسمية ما بين حركتي فتح وحماس، “نظريًا، على حماس الانضمام لحركة فتح، وبعد ذلك يجري اتفاق على حكومة فلسطينية مؤقتة، ليتم اجراء انتخابات تشريعية من قبل جميع الأطياف. وفي ذات الوقت يطرح ملف انتخابات رئيس الدولة الفلسطينية”.
وزاد: يحتاج الأمر إلى مبادرة فلسطينية – فلسطينية، وجهد عربيّ أيضًا، وشعبية السلطة متدنية لكن ذاك لا يعني عدم وجودها على الخريطة.