كلهم بكونوا عارفين مسبقا أنه العريس الذي جاء لخطبة ابنتهم إذا قام بتبديل بريكات سيارته، قد لا يبقى معه ثمن شفرة حلاقة.
ومع ذلك بكونوا طمعانين فيه، فوالدها يصمم على أن يحضر جاهة لابنته بحجة أن قرايبه بفضحوه، مع أن والدها ممنوع من استخدام المضافة لأنه لم يسدد اشتراكه منذ سنتين، ووالدتها تصمم على أن يحضر كامل الذهب في حفل الخطوبة من دون نقصان وترفض تأجيل أي قسم منه حتى يتيسر الحال، مع أن والدة العروس المتزوجة منذ أربعة عقود الى اليوم لم تسدد أجرة الخياط لورثته الذي قام بتفصيل فستان خطوبتها، والعروس تصمم على أن تذهب لصالون بعينه وترفض الصالون المتواجد في الحارة، مع أن العريس حاول جاهدا إقناعها أن كل الصالونات تستخدم نفس الدهان!
تمنى العريس أن يسأله أحد أين سيسكن، أو ماذا سيطعمها، أو حتى إن كان قادرا على إحضار فرن غاز لمنزله؟!
جميع طلباتهم كان الهدف منها الظهور أمام الناس حتى لو أمضى بقية حياته يأكل خبزا وبصلا، لذلك حين تسمع عن عريس طار في ليلة ما فيها ضو قمر اعلم مسبقا أن السبب ليس أكثر من التصميم على مكان محدد للدهان!
اليوم الرئيس سيأتي لمجلس النواب مثلما جاء هذا العريس، ليس معه ثمن منهل لشارع، أو مقعد دراسي لصف مدرسي، أو حتى جهاز أشعة لمستشفى.
ومع ذلك سنجد أن طلبات النواب للاستعراض أمام ناخبيهم ستكون أكثر من طلبات أم العروس، ولكن بإمكانهم أن يسألوا الرئيس لا أن يطلبوه إن كان هدفهم مصلحة الوطن.
اسألوه لماذا لا تصبر الحكومة على قطع المياه على المواطن إذا تراكمت فواتيره لمدة ثلاثة أشهر، بينما تصبر صبر أيوب على محكوم لنا بذمته مئات الملايين؟!
لماذا لم نراجع بعد تأجير أراضي الدولة لمستثمرين بدينار للدونم ولعشرات السنوات، مع أن الدينار اليوم لا يكفي لشراء كيلو بندورة؟!
استفسروا من الرئيس لماذا ما نزال نصرف الملايين على إقامة المفاعل النووي وهو الى اليوم حبر على ورق، مع أن حرارة الشمس في الأردن خصوصا هذه الأيام تكفي لإضاءة الوطن العربي وهي بالمناسبة ببلاش!
أين الحكومة الإلكترونية ونحن نشاهد أسطول السيارات الحكومية ينقل البريد اليومي بين الوزارات وكلها أعلمني وأعلمته، أليس الإيميل يغنينا عن كل ذلك!
ألم تفكر الحكومة بإنشاء دائرة للصيانة العامة تتولى مهمة صيانة مباني الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية وتوفير عشرات الملايين بدل عطاءات الصيانة، والأهم أنها ستشغل العديد من خريجي معاهد التدريب المهني!
متى نفكر بإنشاء تطبيق إلكتروني بحيث كلما اشترى المواطن شيئا أدخل مشترياته ورقم الفاتورة على هذا التطبيق، هنا لا يمكن لأحد أن يتهرب من الضريبة من دون حاجة لسن قوانين وقوافل مفتشين، وفي نهاية العام نعيد له جزءا مما دفعه المواطن حتى يكون له حافزا بالاشتراك!
لنا بعثات دبلوماسية في دول لا نستورد منها سوى الكستناء، متى نفكر بأن يكون لدينا سفير إقليمي يكون معتمدا لدول عدة بدلا من سفير أردني لكل حارة في العالم!
أين التفكير عن إنشاء مطار زراعي في الأغوار حيث نستطيع تأمين الملفوف والكوسا والفلفل لكل أوروبا في ساعات عدة؟!
السادة النواب، اسألوه ولا تطلبوه، فهواتفكم فيها رصيد من حزم الإنترنت أكثر من رصيد خزينة الدولة!
صالح عربيات