اخبار الاردن – تعقد اللجنة الاستشارية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، غدا الخميس، اجتماعا استثنائيا عبر “الفيديو كونفرنس”، لبحث القرار المتعلق بالعام الدراسي الجديد للمدارس التابعة للوكالة، سواء بالبدء به نظامياً في موعده المحدد أم بتأجيله، في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الوكالة بعجز مالي وصل إلى 217 مليون دولار هذا العام.
وتجتمع اللجنة التي تضمّ الدول المانحة والدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، مع المفوض العام لـ “الأونروا” بيير كرينبول، في لقاء مغلق، لمناقشة هذا القرار الذي يمسّ زهاء نصف مليون طالب وطالبة، ضمن 700 مدرسة، منهم حوالي 121 ألف طالب وطالبة في 171 مدرسة، وجامعة وكليتيّ مجتمع ومركز تدريب مهني في الأردن، الذي يستضيف على أراضيه أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني بنسبة 42 %، يتوزعون على 13 مخيماً في أنحاء متفرقة من المملكة.
وقال المتحدث باسم الوكالة عدنان أبو حسنة إنه “لا يوجد قرار، حتى اللحظة يتعلق بالعام الدراسي الجديد لمدارس “الاونروا”، سواء بالبدء به أم بالتأجيل”.
وأضاف، أبو حسنة، إن المفوض العام للأونروا بيير كرينبول، “هو من يتخذ قرار بدء العام الدراسي أو تأجيله، ولا أحد غيره يستطيع أن يقرر هذا الأمر”، لافتا إلى أن كرينبول “سيتخذ هذا القرار اليوم الأربعاء أو غدا الخميس”، وهو اليوم المرجح عقب اجتماع “استشارية الأونروا”.
وأوضح أن “الجميع ينتظر قرار المفوض العام للوكالة بالبدء بالسنة الدراسية الجديدة أو تأجيلها، ولا أحد يعرف ما سيقرره في هذا الخصوص”، منوهاً إلى “التحديات والظروف الصعبة التي تمرّ بها الوكالة في ظل العجز المالي الذي وصل إلى 217 مليون دولار لهذا العام”.
وكان الناطق الرسمي “للاونروا” سامي مشعشع، أفاد أمس “أنه وبطلب من المفوض العام ستعقد اللجنة الاستشارية اجتماعا استثنائيا، غدا الخميس، حيث سيناقش المفوض العام خلاله مع المانحين والدول المضيفة الوضع المالي الحرج للوكالة، ومن المتوقع على ضوئه أن يتخذ المفوض العام قراره بخصوص بدء السنة الدراسية”.
الأردن الرسميّ أكد، مؤخرا، أنه لن يسمح بإغلاق مدارس الوكالة، في ظل تأكيده المتواتر بضرورة استمرار عمل “الأونروا” وضمان مواصلة تقديمها للخدمات التعليمية والصحية والإغاثة الاجتماعية الأساسية لنحو 2.266 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس (الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة).
ويسود مجتمع اللاجئين الفلسطينيين حالة من التوتر والقلق إزاء ما أشيُع مؤخراً بشأن توجه “الأونروا” الى تأجيل السنة الدراسية الجديدة للمدارس والجامعات والكليات التابعة لها، في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تمرّ بها حاليا.
وتعاظم هذا القلق في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في الأردن نتيجة إرجاء تقديم طلبات الالتحاق في الجامعة التابعة للوكالة حتى الآن، وفق مصادر مطلعة في “الأونروا”، التي أشارت إلى أنه “في كل عام يصدر إعلان في الجريدة الرسمية بعد إعلان نتائج الثانوية العامة بيومين من أجل تقديم طلبات الالتحاق، ما شكل حالة من الإرباك في صفوف أبناء اللاجئين في المخيمات.
وأضافت مصادر الوكالة، إن “الجامعة تعتبر المنفذ الوحيد للكثير من الطلبة المتفوقين الذين لا تمكنهم ظروفهم المعيشية الصعبة من استكمال تعليمهم الجامعي على نفقتهم الخاصة”، حيث ما يزال الطلبة ينتظرون قبولهم في كلية تدريب وادي السير وكلية تدريب عمان وكلية العلوم الإدارية والآداب، التي تتبع جميعها للوكالة في الأردن.
وكانت “الأونروا” أكدت، في وقت سابق، أنه تجرى حالياً جهود دؤوبة ومحمومة لضمان بدء السنة الدراسية الجديدة في الوقت المحدد لما مجموعه نصف مليون طالب وطالبة، إلا أن المفوض العام للوكالة أفاد، مؤخراً، بأن هذا القرار سيتم اتخاذه بين الفترة الواقعة من مطلع آب (أغسطس) الحالي حتى منتصفه.
وقد تفاعلت الأزمة المالية “للأونروا” في أعقاب قرار الولايات المتحدة الأميركية بإيقاف 300 مليون دولار من التمويل للأونروا في هذا العام، وهو الأمر الذي كان وصفه المفوض العام للوكالة بأنه “تهديد وجودي للأونروا”.