كتّاب

لولولويش النواب!

في صباح يوم زفاف جورج، فاق مبكرا وذهب إلى الحلاق ومن ثم عاد وضرب (شور) ومن ثم أفطر سندويشة مرتديلا وبعدها احتسى كوبا من النسكافيه دون أن يجد حتى من يقول له: حمام الهنا. ولم يحضر للأسف أحد من عماته أو خالاته حتى تسعد العريس بزغرودة، فجورج على الرغم من أنه خبير ذرة ويعمل في مفاعل أميركي إلا أنه خرج من منزله يوم الزفاف دون مهاهاة من إحدى قريباته بـ(حوطتك بالله)!
جروح في صباح يوم زفافه تم حمس 40 معلاقا له وللمعازيب، وقبل أن يذهب لحمام العريس شرب لتر لبن مخيض وأكل ربطة شراك مع المعاليق. في تمام الساعة 9 صباحا اجتمع الأقارب والأصدقاء وذلك لحضور حمام جروح عند خاله، كان موكب جروح مهيبا والاقمار الاصطناعية التي التقطت صورا للموكب استبعدت في البداية أن يكون مثل هذا الموكب لعريس بل اعتقدت انه موكب لدحر إسرائيل، قبل أن تطمئن بأن الموكب سلمي بعد أن شاهدت عمة جروح تلوح بربطة بدلة العريس.
جروح الذي تشير كل اجهزة المقاس أن طوله لا يتعدى المتر و70 سم ووزنه 120 كيلو، لذلك لم يقبل سابقا بأي جهاز أمني ولا حتى لتلقيط الزيتون بسبب قصر قامته ووزنه المفرط ومع ذلك كانت الأهازيج تطالب الحضور بالصلاة على طوله لأن طوله مطرق ريحان!
لم تكن تلك أولى الحقائق المزيفة عن جروح بل تم الغناء لجروح بأنه (ذيب العيال).. مع أنه في حياته لم يضرب (بوكس) وأنهى المترك وهو لا يجرؤ أن ينام واللمبة مطفية، وتم وصف أسنانه بحبات اللولو مع أنها أقرب إلى فشك فرد 14، وتم التغزل بعيونه بأنها وسع الفنجان مع أن عدسات نظارة جروح أكبر من صحن الستلايت حتى يستطيع أن يميز بين الشمام والبطيخ!
المهم ومع انها مناسبة للفرح والسرور وتم زرع وخلع الباذنجان حتى يلعنوا رأس الزعلان في عرس جروح، ومع ذلك حين دخل جروح إلى الحمام انهالوا عليه بالشلاليت والكفوف ولم يبق إلا جلده بالسواط حتى أصبح جلده أحمر من البطيخة، فهذه عادة أردنية غير مفهومة إلى الآن بأن يتم ضرب العريس عندما يخلع ملابسه تعبيرا عن الفرح. في الأردن فقط يتم جلد العريس كما لو أنه سارق أو متعاط للمخدرات ويريد أن يكمل نصف محكوميته وليس نصف دينه، توسل جروح أن يرحموه من الضرب وكان له ذلك بعد تدخل كبار العشيرة لنجدته. وبعد أن استحم خرج وعاد الجميع للغناء له، عمات وخالات جروح فقدن أصواتهن بعد خروجه لأن (هي ويهاااااااااا ولولولولولويش) كانت أطول من الطريق الصحراوي!
النواب هم مثل من حضر حمام عرس جروح وقاموا بتزييف الحقائق عن جروح مثل أسنانه وخدوده وطوله حتى يفرحوا به، فعلى الرغم من اطلاعهم ومعرفتهم المسبقة أن الموازنة لا تحتمل تركيب مزراب لمدرسة وهي أقرب لموازنة الصومال، ومع ذلك للنواب ألف مطلب ومطلب كما لو انهم يناقشون موازنة دولة نفطية حتى يظهروا أمام قواعدهم الانتخابية.
ما أن خلع جروح ملابسه حتى انهالوا عليه بالضرب تعبيرا عن فرحتهم، وما ان تقدمت الحكومة بمشروع الموازنة حتى انهال عليها النواب بمناقشاتها بالنقد اللاذع تعبيرا عن سخطهم. ولكن، نتيجة حمام العريس جروح عند خاله هي نفس نتيجة حمام الحكومة عند النواب.. رغم كل الضرب والنقد هي من الآن (لولولولولويش)!

صالح عربيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *