بفلم نعيم الملكاوي _ في تطورات معقدة بالشرق الأوسط ، يبرز الهجوم على قاعدة التنف الامريكية / البرج 22 والهجوم على المدمرة الامريكية قبالة اليمن ، كدليل على انه هناك تحول ديناميكي في المنطقة .
تلقي هذه الاحداث الضوء على التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والجماعات مسلحة في الإقليم ، ويثير تساؤلات حول مستقبل الاستقرار الإقليمي .
تعرضت قاعدة التنف الأمريكية “البرج 22” لهجوم بطائرات دون طيار ، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة نحو 40 اخرين . يُشتبه في تنفيذ ميليشيا مدعومة من إيران للهجوم ، وفي نفس السياق تعرضت مدمرة أمريكية قبالة السواحل اليمنية من قبل جماعات الحوثي ، مما يشير إلى ارتفاع حالة التوتر و الاستهداف المباشر بين الولايات المتحدة وإيران ومن تدعمه الأخيرة من جماعات . تأتي هذه الهجمات في وقت حساس ، حيث من المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة والعراق محادثات حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق والاجتماعات الأمنية حول وقف العدوان على غزة وتبادل الاسرى .
تعتبر قاعدة التنف نقطة استراتيجية هامة في استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة إيران في المنطقة بعد داعش . في حين شنت “إسرائيل” مئات الضربات الجوية ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا ، بعضها بدعم من المخابرات الأمريكية . هذا يبرز الأهمية الاستراتيجية للقاعدة في السياق الأوسع للتوترات الإقليمية .
مما يشير إلى ارتفاع قدرة الجماعات المسلحة على تنفيذ هجمات نوعية معقدة ضد المصالح والتواجد الأمريكي في المنطقة .
وفقاً للتقارير ، اجتمع بايدن مع فريق الأمن القومي لبحث خيارات الرد المطروحة . من بين الخيارات المتاحة ، يمكن للولايات المتحدة أن تستهدف أفراداً إيرانيين خارج إيران ، أو حتى داخلها ، أو أن تختار هجوماً انتقامياً أكثر حذرآٓ يستهدف المسلحين المدعومين من إيران المسؤولين عن الهجمات .
يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن تحديآٓ في الرد دون إشعال حرب إقليمية أوسع نطاقآٓ ، وأكد بايدن على الرد الأمريكي ، حيث اتخذ قراراً بذلك ، متعهدآٓ بمحاسبة المسؤولين بطريقةٍ ووقتٍ من اختيار الولايات المتحدة .
ويجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعرب عن عزم الولايات المتحدة على اتخاذ “كل الإجراءات الضرورية” للدفاع عن قواتها ، معبراً عن غضبه وأسفه على الهجوم .
وهذا يقودنا الى مجموعة من السيناريوهات المستقبلية التي قد نشهدها في مقبل الايام :
1 . مسار التصعيد العسكري : ان الرد الأمريكي المفرط قد يؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة وحسب حجم والية الرد ومستوى الردع مما سيقود الى تسطيح واتساع ساحات المواجهة العسكرية .
2 . مسار الدبلوماسية والحوار : قد تدفع الأحداث نحو حلول دبلوماسية لتجنب تصعيد أكبر وذلك بتوزيع أدوار على الفاعلين والمؤثرين على مسار الاحداث بحيث يخرج الجميع رابح والشعوب من حصد الويلات .
3 . تغيرات في التحالفات الإقليمية : قد تؤدي الأحداث إلى إعادة في تقييم التحالفات والاستراتيجيات لعدد من الدول والجماعات وبالذات دول جوار سوريا مما سيؤدي إعادة رسم وتشكيل الخارطة الجيوسياسية وقد تطال التوزيع الطبوغرافي .
في حين بات اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الفلسطينيين و” الإسرائيليين ” وشيكًا ، مما يمكن أن يؤثر على الوضع الإقليمي بأسره حسب شروطه ومدته .
في الختام يشكل الهجوم على “البرج 22” نقطة تحول محتملة في الشرق الأوسط بالإضافة الى استهداف المدمرة ، لتبقى الأنظار متجهة نحو كيفية استجابة الأطراف المعنية لهذه الاحداث وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي ، في حين يبقى الرد الأمريكي مسألة معقدة في نوعه ، مكانه ، زمانه و مستواه ، حيث أن أي تصعيد يمكن أن يؤثر سلبًا على جهود السلام و التهدئة في المنطقة .
هنا تبرز الحاجة إلى فهم معمق للمتغيرات الجيوسياسية والتحديات التي تواجهها المنطقة بشكل عام وكل دولة من دول الصراع في الاقليم بشكل خاص مع التنبه الى احتمال وجود اطراف أخرى تدير المشهد من خلف الستار سعياً منها لخلط الأوراق والاستفادة من متناقضات الوضع .