أسرار و مجالس

رسالة اشتباكات الحدود الشمالية المخفية للداخل الأردني تجسد ما خرج عن اجتماع الملك مع مدراء الجيش والمخابرات العامة والاجهزة الأمنية

أخبار الأردن – سليمان الحراسيس

هزيمة ميدانية الحقها الجيش الأردني بالمليشيات والمجموعات الطائفية المدعومة من دول إقليمية كبرى خلال خوضه اشتباكات واسعة على الحدود الشمالية، في الثامن عشر من كانون الأول الجاري، فيما ترجح مصادر صحفية سورية أن الفرقة الرابعة في الجيش السوري التي يقودها شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد خططت وشاركت، لكنها عادت إلى قواعها خائبة.

معنويا، فشلت محاولات جهات خارجية منظمة ومنتظمة على استمالت أردنيين من أصول مختلفة عاطفيا، عبر ضرب سمعت الجيش الأردني مستغلة أحداث غزة ونشر الأكاذيب عنه، خاصة وأن قيادات الجيش الأردني تعاملت بذكاء ودهاء سياسي مع هذا الملف الحساس، بإسقاطات جوية لمساعدات عبر طائرات حربية أردنية على قطاع غزة قادت آخرها أميرة أردنية هاشمية، فظهر الأردنيين في الأمس بصورة واحدة عبر الفضاء الإلكتروني متشوقين لبيانات قواتهم المسلحة، وملتفين حول “السنبلتين والسيفين والتاج الملكي”، ضاربين مثلا جديدا في تماسك الجبهة الداخلية، كيف لا وقد كان مدير عام المخابرات العامة وقائد الجيش ومدراء الاجهزة الأمنية على طاولة قبل أسبوع يترأسها جلالة الملك عبدالله يتفاخرون بتماسك الجبهة الداخلية ضد من تسول له نفسه العبث بها، وهذه رسالة مخفية كان صداها مرعبا على جهات امتهنت محاولات بث الفرقة بين الأردنيين على اختلاف أصولهم.

الأحداث على الحدود الشمالية وإن كانت قاسية وأقعت إصابات في الجانب الأردني لم يُكشف عن درجاتها الطبية، إلا أنها كانت ضرورية وإيجابية في عدة محاور.

أوصل الأردن ممثلا بقيادته السياسية والعسكرية رسالة خارجية مهمة إلى أطراف إقليمية أن الأردن ليس فقط الهدف، بل كان المخطط يشمل دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، عبر محاولات تهريب أسلحة مضادة للدروع والتحصينات وكميات ضخمة من المخدرات تستهدف عدد سكاني ضخم يقدر بأضعاف عدد سكان الأردن.