كتّاب

وداعًا عام الياهات

بقلم : كامل النصيرات

إِذنْ؛ هذا آخر يومٍ في هذا العام..! ياه ثمّ يااه ثمّ ياااااه..! كان عامًا مليئًا بالياهات. زاد فيه الضيق على الناس؛ كل الناس.. فيه ضرب الناس على رؤوسهم فلا عرفوا أماضون هم أم قاعدون؟
بالنسبة لي وعلى الصعيد الشخصي؛ كان عامًا مختلفًا اختلافًا ايجابيًا.. ففيه قدّمتُ التوجيهي بعد 32 عاما من الانقطاع .. وفيه صرتُ طالبًا جامعيًا.. وأين؟ في الجامعة الأردنية أُم الجامعات الأردنية وتنافس وليس عن طريق آخر.. فيه تعرّفتُ على أنواع جديدة من الناس وصار “الأكشن” عنوانًا بارزًا في كل أسابيعي فيه!.
واتركوكم مني.. وتعالوا نتكلم عن هذا العام بالنسبة للعرب.. كانت الرتابة والملل واللاجدوى تسيطر على كل تفاصيل تاريخ هذا العام.. كانت العرب وأقصد بالعرب هنا ( الجماهير فقط)؛ تأكل وتشرب وتنام وتخرج للحمّام.. لا حماسة لديها.. لا أحلام بأجنحة تسيطر على فضاءاتها.. بل لا فضاءات لديها..!
حتى جاء السابع من أكتوبر.. فرأيت العرب (الجماهير طبعًا).. يملأون الدنيا زغاريد وأفراح.. يعيدون أحلامهم إلى الوجود.. صاروا يستخدمون كلمات (فخر ومجد وانتصار) بحرارة عالية.. حتى أطفال العرب (جميعًا) صار لديهم فلسطين؛ لا يقبلون تفكيكًا لأحرفها أو تبديل حرفٍ واحد فيها.. لذا؛ والأمور بخواتيمها: هذا عام فلسطين وغزّة والمقاومة..!
وها هي مستمرّة.. وتدخل العام الجديد بوعد الانتصار وتغيير التاريخ رغم المرارات والشهداء واللحم الفلسطيني المتناثر في بث حيّ ومباشر..!
وداعًا عام 23.. فإن أخاك عام 24 هو عام الحسم.. وفيه إشارات واضحة أن التحرير الحقيقي قاب قوسين أو أدنى..! وسيكون مليئًا بالياهات أكثر من أخيه.