بقلم: مروان العمد
اتابع حديثي اليوم عن الديمقراطية الإسرائيلية و الارهاب الفلسطيني . وكنت قد تحدثت في القسم السابق عن تأسيس تلك الدولة الديمقراطية ، واعتراف الامم المتحدة بها بتاريخ 14 / 5 / 1948 استناداً لقرار التقسيم الصادر بتاريخ 1947 / 11 / 29 . والذي اعطى الكيان الإسرائيلي 7 .55 % من مساحة فلسطين . واعطى العرب 3 . 42 .% منها . و وضع المساحة الباقية ، والتي تشمل القدس وبيت لحم وما حولهما تحت الوصاية الدولية . الا انه وعند اعلان وثيقة قيام دولة إسرائيل ، فقد شمل هذا الاعلان 78 % من الاراضي الفلسطينية . والتي لم يتبقى منها سوى 22 % . و تشمل الضفة الغربية التي تم توحيدها مع الاردن عام 1950. وقطاع غزة الذي تم وضعه تحت الادارة المصرية . وسوف استعرض الآن بعض ممارسات هذه الدولة الديمقراطية من لحظة اعلانها ولغاية عام 1967 .
أولاً / مجزرة قبية / التي وقعت بتاريخ 14 اكتوبر 1953 . حيث قامت وحدة من المظليين مع الوحدة 101 قوات خاصة من الجيش الاسرائيلي ، بقيادة ارئيل شارون ، باقتحام قرية قبية في الضفة الغربية . و قامت باطلاق النار والقنابل اليدوية على السكان من نوافذ منازلهم . كما هدمت 45 منزلا ، بالاضافة الى مدرسة ، ومسجد ، وخزان مياه القرية ، وقتل 74 من سكانها اغلبهم من النساء والاطفال ، دون اي اصابة بالجيش الاسرائيلي .
ثانيا / مجزرة قلقيلية / والتي وقعت في العاشر من اكتوبر 1956 . حيث قامت مفرزة من الجيش الإسرائيلي ، ترافقها كتيبة مدفعية ، وعشر طائرات مقاتلة ، بالهجوم علي القرية الواقعة على الخط الاخضر بين الاراضي المحتلة والضفة الغربية . وقامت في البداية بقصفها بالمدفعية والطائرات ، ثم هاجمت سكانها العزل من السلاح واطلقت عليهم الرصاص . مما ادى الى مقتل 70 من سكانها من مختلف الاعمار . دون اي اصابة بالقوة المهاجمة .
ثالثا / مجزرة كفر قاسم / و بتاريخ 29 اكتوبر 1956 قام حرس الحدود الإسرائيلي بالهجوم على مواطنين عزل من السلاح ، يقيمون في المثلث الحدودي مع الضفة الغربية . والذي يضم احد عشر قرية منها كفر قاسم . وكان ذلك في اليوم الاول من العدوان الثلاثي على مصر . وكان قد تم فرض منع التجول بالمثلث بحجة الحرب ، ولكن لم يتم ابلاغ مخاتير هذه القرى بموعد سريانه . مع اعطاء اوامر للقوات الاسرائيلية باطلاق الرصاص على كل من يخالف هذا القرار من. لحظة سريانه . وقد نتج عن ذلك قتل 49 من سكنها ، منهم 23 طفلا دون الثامنة عشر من العمر . وقد قام بن غوريون بالتستر على هذه المجزرة ، وقام باحالة من شارك بها الى محاكمة صورية ، وتم اطلق سراحهم جميعاً بتاريخ 16 / 10 / 1958 . اما قائد قوة الهجوم فقد حكم عليه بالتوبيخ ودفع غرامة مالية مقدارها قرش إسرائيلي واحد .
رابعا / مشاركة دولة إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر في الفترة من 29 اكتوبر وحتى 7 نوفمبر . و ذلك نتجة قيام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس على اثر ازمة تمويل بناء السد العالي .وكان الدور الإسرائيلي احتلال سيناء والوصول لضفة القناة ، وان تقوم كل من بريطانيا وفرنسا بالهجوم على مصر بحجة الفصل بين المتقاتلين و حماية القناة . الى انه نتيجة الانذار الروسي ، والطلب الامريكي ، فقد انسحبت القوات المعتدية بعد ان قامت القوات الإسرائيلية بدفن العشرات من الجنود المصريين في رمال صحراء سيناء احياء .
خامسا / مجازر مخيمي خان يونس ورفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة / والتي نفذها الجيش الإسرائيلي اثناء العدوان الثلاثي ، وذلك بحجة تواجد فدائيين فلسطينيين فيهما . حيث قام بالهجوم على مخيم خان يونس في الثالت من نوفمبر ، وارتكب مذبحة بحق سكانه راح ضحيتها اكثر من 250 فلسطيني . وبعد تسعة ايام من هذا التاريخ تم تنفيذ مذبحة اخرى في نفس المخيم راح ضحيتها 275 فلسطيني ، ومذبحة ثالثة بنفس اليوم في مخيم رفح راح ضحيتها مائة فلسطيني . وذلك عن طريق اطلاق الرصاص على المواطنين داخل منازلهم ، او تنفيذ حكم الاعدام ببعضهم في الشوارع والميادين العامة . في حين تم اعدام بعضهم خارج المخيمات ، ولم يتمكن السكان من العثور عل جثثهم الى ان عثر الصليب الاحمر على مقبرة جماعية احتوت جثث اربعين فلسطينياً اصيبوا برصاصة في الجزء الخلفي من الرأس .
خامسا – معركة السموع بتاريخ 13 نوفمبر 1966، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً كبيرا على بلدة السموع الواقعة على بعد اربعة كيلومترات عن مدينة الخليل ، وقد بلغ عدد الجنود الصهاينة المشاركين في الهجوم ما بين ثلاثة واربعة الالف جندي ، معززين بعدد من الطائرات و 60 مركبة نصف مجنزرة ، بحجة وجود قاعده للفدائيين فيها . الا ان الخبراء اكدوا ان الهجوم الهجوم هو استدراج الجيش الاردني للحرب ، والسيطرة على المزيد من الارض . وقد تصدى لهذا الهجوم ، لواء حطين بقيادة العقيد في ذلك الوقت بهجت المحيسن ، وبدعم من ثلاث طائرات هوكر هنتر . وقد هدفت القوات الاسرائلية الوصول الى بلدة السموع ، في حين ارسلت قوة اصغر الى بلدة يطا لخداع الجيش الاردني . الا ان هذه الحيلة لم تنطلي علية . وخاض الجيشان معركة عنيفة على مرتفعات السموع ، كانت الغلبة فيها للجيش الاردني رغم قلة امكانياته . معتمداً على عزيمته وحسن تدريبه . وتراجعت القوات المعتدية عند المساء خارج الحدود . وقد تمكنت الطائرات الاردنية من اسقاط ثلاث طائرات معادية ، في حين سقطت طائرة اردنية واستشهد قائدها الشهيد الطيار موفق السلطي . واصيبت طائرة ثانية كان يقودها النقيب الطيار في ذلك الوقت إحسان شردم ، والذي تمكن من النجاة والقفز بالمظلة ، كما ان هيكل الطائرة لم يتعرض للكثير من الاضرار ، وهو الذي تم وضعه عند صرح الشهيد احياء لذكرى هذه المعركة . و تمكنت القوات الاردنية من الحصول على عدة غنائم من اسلحة العدو ، قام قائد اللواء بتسليم عينات منها لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال ، والذي تواجد في ساحة المعركة لتفقد القوات الاردنية ورفع معنوياتها . وقد استشهد في هذه المعركة الرائد محمد ضيف الله الهباهبه ، وثلاثة عشر من جنود اللواء . واصيب قائد اللواء بهجت المحيسن ببعض الاصابات الطفيفة ، في حين اخفى الجيش الإسرائيلي خسائره البشرية وبالمعدات ، ولم يصرح بها لفرق التحقيق الدولية التي شكلت من مجلس الامن لهذه الغاية . الا انه من الثابت انه لحقت به العديد من الخسائر ، ومن بينها مقتل العقيد يواف شاهام / قائد لواء المظليين وقائد القوة المهاجمة .
ثم كانت معركة الكرامة في. عام 1968 والتي نعرف نتائجها ، واهمها سقوط الضفة الغربية بما فيها القدس ، وقطاع غزة ومرتفعات الجولان ، وصحراء سيناء تحت سيطرة الدولة الاسرائيلية الديمقراطية . وما ترتب علي ذلك من موجات نزوح جديدة للشعب الفلسطيني .