بقلم: كامل النصيرات
كل الناس في الأردن تبحث عن مفاتيح الناس..! ظاهرة غريبة ولكنها مستقرّة في وجدان الناس هنا.. يعتقدون أن لكل شخص شخصًا آخر هو مفتاحه أو كما يقولون ” يلوق عليه” ويعرف كيف يأتي “بالأوكيه” منه..!
قصّة المفتاح تثير فضولي.. لك طلبات كثيرة عند الناس.. وكل واحد له مفتاح.. إذنْ.. يجب أن تحمل معك مدالية كبيرة تتحمّل المفاتيح الكثيرة..! قلت ميدالية؟ حيث مفتاح السيارة ومفتاح البيت..؟! آه مفتاح البيت.. إذن الرجل المفتاح يشبه مفتاح البيت.. بيتك.. بيتك أنت لا بيت غيرك.. هل رأيتم أحدًا يحمل مفتاحًا ليس صاحبه إلّا إذا كان حملًا مؤقتًا.. سيأتي في لحظة الحقيقة صاحب البيت ويطلب المفتاح..!
وكذلك الرجال المفاتيح.. مهما وضعتهم في مدالية قلبك وخبّأتهم لحين الضرورة؛ في حين غفلة سيخرج الرجل المفتاح من قلبك وسيكسدر في الشوارع ويرى كل العالم إلّاك.. بل سيفتح الرجل المفتاح كل الأبواب إلّا الباب الذي تريده أن يُفتح.. !
لا تبتئس من أي مفتاح يذهب منك.. الدنيا مفاتيح.. والمفتاح الذي لا خرم له إيّاك أن تصنع له خُرمًا.. وتأكّد أن لا وجود للرجل المفتاح إلّا في ميداليتك الوهميّة.. ولكنّ الدنيا حظوظ..!