كتّاب

المدنية الديمقراطية … حُرياتٌ تحترم الخصوصية الأردنية

بقلم: المهندس مصطفى ابوداري

تُعد المدنية الديمقراطية مفهومًا يُشير إلى النظام السياسي والاجتماعي الذي يحقق التوازن بين حقوق الفرد والمصالح الجماعية في المجتمع

و تُعتبر الحريات الفردية من أهم ركائز المدنية الديمقراطية. وتشمل هذه الحريات الحرية الشخصية، وحرية التعبير والتجمع، وحقوق المرأة وحقوق الأقليات. ومع ذلك، يجب أن نفهم أن حقوق الفرد ليست مطلقة دون ضوابط أو محددات، بل تندرج ضمن إطار القانون و الخصوصية المجتمعية.

الخصوصية المجتمعية الاردنية ، تشتمل على الإحتفاء واحترام التقاليد الإيجابية والقيم الثقافية للمجتمع الأردني. فعلى سبيل المثال، يحظر القانون الأردني بعض أشكال السلوكيات العامة التي قد تتعارض مع القيم والتقاليد الأردنية المحلية. يعتبر هذا النهج ضروريًا للحفاظ على استقرار النسيج الاجتماعي وتعزيز التعايش السلمي بين أفراد المجتمع.

تتخذ المدنية الديمقراطية نهجًا توازنيًا بين حقوق الفرد والمصالح الجماعية. و على الرغم من هذا التوازن بين حقوق الفرد وخصوصية المجتمع، فإنه من المهم العمل على تعزيز وتوسيع حقوق الفرد والحريات الأساسية في الأردن. و يمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز الوعي القانوني والثقافي، وتطوير البيئة التشريعية الناظمة والسياسات التي تعزز حقوق الفرد وتحميها دون المساس بالخصوصية المجتمعية الاردنية. و علاوةً على ذلك، يمكن تحقيق التوازن بين حقوق الفرد والمصالح الجماعية من خلال تعزيز الحوار والمشاركة المجتمعية. يجب أن يشارك المواطنون في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ومصالحهم، وعلى الدولة أن تضمن الشفافية والمساءلة في عملية صنع القرار.

ويجدر التوضيح أيضًا أن الكثير من القوى المجتمعية تخلُط ما بين المدنية والعلمانية، فالدين في الدولة المدنية عامل أساسي في بناء منظومة الأخلاق والقيم المجتمعية، وهو جزء لا يتجزأ من دستورنا العتيد. أما العلمانية فتفصل الدين عن مناحي الحياة وعن المجتمع ذاته، وهي إقصائية بطبيعتها غير ديمقراطية.