نحتفل في هذه الايام بمناسبة عز وفخرٍ وكبرياء. الا وهي عيد الاستقلال ويوم الجيش لأن الاستقلال رمز لكرامة الشعوب وعنوان مجدها وتجسيداً لحريتها. وبجهود القيادة وحكمتها ونعمة الاستقلال والامن والامان والعلاقة الاسرية المتبادلة ما بين القيادة وابناء الأسرة الأردنية الواحدة نعيش في هذا الوطن الغالي ولله الحمد اسرة واحدة متحابة متعاونة لا فرق بين شرقها وغربها شمالها وجنوبها اعراقها واديانها متمسكين بالتوجيه الرباني ” واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ” صدق الله العظيم. مدركين أن صون استقلالنا بوحدتنا. ولا بد من ان نقف وقفة اجلال وتقدير لنستذكر بكل فخر واعتزاز البناة الأوائل بقيادة الغرّ الميامين من آل هاشم الاطهار. الذين صنعوا مجد الاستقلال وشيدوا صروح الوطن الشامخة واستطاعوا ان يحافظوا على أمن الوطن واستقراره ووضعوا الأردن في مقدمة الدول العالمية احتراماً وتقديراً ومكانةً فاعلة رغم الامواج العاتية والبراكين المتلاطمة من حوله ورغم شحّ الموارد والإمكانيات آنذاك. إلا أن سلاحهم كان العمل بكلّ جدٍّ وأمانةٍ ونزاهةٍ وإخلاص.
والمناسبة الاعز والاغلى ” يوم الجيش العربي ” درع الوطن وحامي الاستقلال. هذا الجيش الذي يتميز عن جميع الجيوش الأخرى بعقيدته الايمانية الراسخة وبصدق انتمائه وولائه وانضباطيته المثالية وشجاعته واحترافيته المتميزة في جميع العلوم العسكرية الحديثة. كما أن المؤسسة العسكرية والأمنية في بلدنا تعتبر مؤسسة توظيف واستخدام لأبناء الوطن. ولها دور كبير في جميع المجالات التربوية والصحية والتنموية والبناء والإعمار بالإضافة لواجباتها الأساسية للدفاع عن حمى الوطن. وساهم الجيش العربي بتدريب وإعداد العديد من الجيوش الشقيقة والصديقة. كذلك دوره الانساني كرسل سلام لإعادة الامن والامان ومد يد العون والمساعدة الانسانية للشعوب الشقيقة والصديقة التي تشهد اوطانها اضطرابات وعدم استقرار. وما حققه بواسل الجيش العربي في تلك الدول من سمعة عطرة عن العروبة والإسلام عجز عنه الإعلام العربي الذي أنفق عليه مليارات الدولارات.
ونستذكر وبكل فخر شهدائنا الابرار من بواسل جيشنا العربي الذين خضّبوا بدمائهم الطاهرة ثرى فلسطين الغالية في معارك عكا وحيفا ويافا واللطرون وباب الواد والسموع وجنين واسوار القدس الشريف وغيرها الكثير من معارك الرجولة والكبرياء في فلسطين والجولان وكرامة المجد والتاريخ. ولا زالت أجهزتنا العسكرية والأمنية تقدّم قوافل الشهداء دفاعاً عن أمن الوطن وصون منجزاته.
ونحن نحتفل بعيد الاستقلال نتطلع الى اليوم الذي نحتفل فيه باستقلال فلسطين وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله. والى ان يتحقق ذلك لا بد من ان تتحول قضيتنا المقدّسة من الاحتفاظ بالمفتاح كرمز إلى الدم واللحم ونسيج العظم. وهذه عقيدة إيمانية وطنية راسخة. ستتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل. وتحية إجلالٍ وإكبار إلى المرابطين على أرضهم غربي النهر الذين يتصدّون لإرهاب العدوّ الصهيوني بصدورهم العارية دفاعاً عن أرضهم وعرضهم ونيابةً عن الأمة بأسرها.
تحيّة إجلال وإكبار وتقدير إلى بواسل الجيش العربي المرابطين في ميادين الرجولة والشرف والكبرياء للذود عن حمى الوطن الغالي. وإلى كافة نشامى الأجهزة الأمنية الساهرين على أمن الوطن وصون منجزاته. ليبقى هذا الحمى الغالي واحة أمنٍ وأمان وموئلاً وملاذاً للنازحين واللاجئين والمشرّدين من الأشقاء والأصدقاء.
رحم الله شهدائنا الأبرار وتحية إكبارٍ إلى ذويهم. وإلى كافة المتقاعدين من أجهزتنا العسكرية والأمنية الذين أدوا واجباتهم بكلّ أمانةٍ وإخلاص وسيبقون الظهير لإخوتهم وأبنائهم العاملين. وتحية إلى كافة أبناء الشعب الأردني العظيم الذين وقفوا مع وطنهم وحول قيادتهم وخلف أجهزتهم العسكرية والأمنية وقفات عزٍّ وكبرياء لتعزيز وحدتنا الوطنية وجبهتنا الداخلية والمحافظة على أمن واستقرار الوطن الغالي تلك المواقف التي أبهرت العالم بأسره.
حفظ الله الوطن الأعزّ والأغلى آمناً مستقرا. وحفظ الله قيادته الفذة الحكيمة من ال هاشم الاطهار وعلى رأسهم عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى.
خلـــف وادي الخوالـــدة
wadi1515@yahoo.com
0777743374