كتّاب

انفراج بارز على مختلف المستويات

حركة الاحتجاج الوطنية الشعبية، أعلن الملك اعتزازه بها بسبب تأثره برشدها وبحيويتها وبانضباطها وبادائها الحضاري، فقال «افتخر بما شاهدته من تعبير حضاري من الشباب». وقال ان «ما رأيته خلال الأيام الماضية يجعلني اتشرف بانني اردني».
هذه الحركة تنادي وتدعو بوضوح إلى «تغيير النهج». كلمتان فحسب هما شعار هذه الحركة المباركة التي استثارت اعجاب الملك واعجابنا كلنا.
المطلوب اذن إحداث تغيير جوهري في بنية النخبة السياسية الاردنية، التي قادت البلاد الى الأوضاع الراهنة. وادخلتنا في الحائط. واوصلتنا الى حافة الخطر.
تطلب حركة الاحتجاج الوطنية الشعبية، ما يجب الاصغاء اليه والاستفادة منه . تطلب إجراء جراحة عميقة -وليس جراحة تجميلية- تمس النخبة السياسية.
تطلب قوى شعبنا الحية، اشراك القوى الأردنية الاجتماعية الجديدة وإحلالها محل النخبة الاقتصادية التي سقط برنامجها وفشلت خططها، ومن العدل والطبيعي أن تسقط هي معها لأنها باعتنا الوهم. هي ادوات لا تتمكن من العمل الجميل الا على الورق والشاشات والرسومات البيانية فقط. هي ادوات ستقودنا مجددا إلى ما قادتنا اليه.
مطلوب احداث تغييرات بنيوية عميقة في نظامنا السياسي تسمح مرونته باستيعابها ولا يتصدع تحتها، بل يتصدع بدون إجرائها فهذه النخبة الاقتصادية، التي تعاني ضعفا واضحا بمعرفة المواطن والوطن، هي لا سواها، التي يمكن أن تأخذنا الى المجهول والخطر الذي حذر منه الملك بوضوح كامل.
مرحلة جديدة برئيس جديد، لا يجب ان نجبه حكومته بالاضرابات، التي تعني انها حكومة لا نريدها. فالحكم بعد المداولة. وعن إضراب اليوم الأربعاء اتحدث. يجب ان نعطي الرئيس الجديد «عطوة» 100 يوم من حرية الحركة ليأخذ وقته وليتمكن من أخذ العبر الموجودة المبثوثة في «التجربة المرة» التي أصبحت ركاما هائلا من الاخفاقات المتوالية التي خلفتها حكومات سابقة. والشارع لن يغلق وفرصة استئناف الاضراب او الاعتصام متوفرة كل يوم.
فقد اقال الملك الحكومة. وتم تكفين قانون ضريبة الدخل المعدل والتعديلات على نظام الخدمة المدنية. وألغى الملك عناصر التوتر المتمثلة في قرار رفع أسعار المحروقات والكهرباء.
لا مبرر لمزيد من إنهاك الأجهزة الأمنية والمواطنين الذين يؤذيهم إغلاق الشوارع العامة رغم جمال وسلمية الاحتجاجات. فالمؤتمر الصحفي لقائدي الأمن العام وقوات الدرك كشف ان شبابنا قاموا منذ الخميس إلى الاحد بـ 516 فعالية بمشاركة نحو 500 الف مواطن، أدت الى 42  إصابة بين ابنائنا في الأجهزة الأمنية والدرك. وجرت حالات تعد على الممتلكات العامة والخاصة وآليات الأجهزة الأمنية والمواطنين. لا نعرف عدد الإصابات في أوساط أبنائنا المواطنين لكنني كنت على قلق كبير من اندساس ارهابيين وانتحاريين في صفوف المتظاهرين.
وتجيء اتصالات وزيارات وتصريحات التضامن والدعم، الكويتية والسعودية والإماراتية والقطرية، لتبرهن مجددا على:
عمق الاخوة والعلاقات الاردنية الخليجية وصدقها .
الادراك المفرح ان الأمن العربي كالأواني المستطرقة يفيض بعضه على بعض.
الاهمية الجيوسياسية للاردن والمكانة الخاصة لجلالة الملك لدى اشقائه زعماء الخليج العربي.

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *