كتّاب

الشعب الأردني والحراك المنضبط

أجمع الأردنيون ومنذ قيام الدولة الأردنية على الالتزام التام بثلاثة ثوابت أساسية يتوارثونها جيل بعد جيل ويعتبرونها صمام أمن وأمان الوطن وهي: الوقوف مع الوطن الأعز والأغلى والمحافظة على أمنه واستقراره. الالتفاف حول قيادتهم الهاشمية الحكيمة. والوقوف خلف أجهزتهم العسكرية والأمنية رمز عزهم وفخرهم. وكان لمواقف العز والرجولة التي وقفها الشعب الأردني في بدايات الربيع ” الدمار ” العربي بدءً بمهرجان قبيلة بني حسن المليوني في بلعما وما تبعه من مواقف عز وكبرياء في جميع أرجاء الوطن الفضل الكبير بإفشال كافة المؤامرات التي حاولت النيل من أمن الوطن واستقراره. ومن هذه المواقف المشرفة هبة نشامى الكرك عندما وقفوا بالصف الأول أمام أبنائهم نشامى الأجهزة الأمنية يتلقون رصاص الغدر والإرهاب دفاعاً عن قلعتهم الصامدة قــلعة التاريخ والشموخ والكبرياء والإباء وعن أمن واستقرار وطنهم الذي قدموا من أجله الغالي والنفيس وقوافل الشهداء.
تلك المواقف التي أبهرت العالم بأسره. وأجهضت مخططات الغدر والإرهاب الصهيوني للنيل من أمن واستقرار الأردن. وبذلك حافظنا على ربيع بلدنا ربيعاً يانعاً نشتمّ منه رائحة الطيب والورود والزعفران بدلاً من رائحة الدمار والقتل التي طالت بعض الدول من حولنا.
الشباب الذين يقفون اليوم وقفات احتجاج في المحافظات هم من وقفوا بالأمس ولازالوا وسيبقون مع وطنهم وقيادتهم وخلف أجهزتهم العسكرية والأمنية ولم ولن يتجاوزوا تلك الثوابت المقدسة التي أجمع عليها الأردنيون. كذلك كان تعامل إخوتهم بالأجهزة الأمنية بكلّ اتزان وحكمة وصبر ومعاملة المحتجين بكلّ لطفٍ وأدبٍ واحترامٍ وزاد على ذلك توزيع المياه والعصائر على المحتجين. هذه الممارسات المنضبطة من قبل الجميع أصبحت مضرب مثلٍ لدى كافة شعوب العالم وتدرّس في المعاهد الشرطية والأمنية في معظم الدول.
من حقهم أن يوصلوا صوتهم لأصحاب القرار ضمن الثوابت الدستورية والقانونية لما يعانوا من فقر وبطالة وضرائب باهظة وأسعار مستعرة وضنك للعيش وغياب للعدالة في توزيع مقدرات الوطن وترهلاً سافراً في تقديم الخدمات العامة.
لا يحق لأحد أن يزاود على غيره من أبناء الشعب الأردني. خاصة من كانوا بالأمس القريب في صفوف المعارضة الخارجية في أفكارهم وطروحاتهم وتجاوزوا بمعارضتهم الخطوط الحمراء. وعند جلوسهم على كرسي المسؤولية وحصولهم على مبتغاهم من المناصب والمكاسب من خلال سياسة ” خالف تعرف. ناكف تنصف. أسكت تنسى” يسعون الان لاستفزاز وشيطنة البعض لإيجاد حجة لهم للتمترس بمناصبهم ومكاسبهم التي وصلوا إليها على حساب غيرهم. ويتباهون بالتنظير وكيل التهم للآخرين من أبناء الوطن الذين لا يعرفون ازدواجية الانتماء والولاء ولا ازدواجية الوطن والهوية وهم من قدموا ولا زالوا الشهيد تلو الآخر دفاعاً عن وطنهم الأعز والأغلى. ورفض الكثير منهم العروض والإغراءات الكثيرة للوقوف مع صفوف المعارضة الخارجية.
خلـف وادي الخوالــدة
wadi1515@yahoo.com
 0777743374 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *