اكتفينا بالتحسر والتفجع والسخط على الإساءات الفظيعة التي مسّت بناتنا وأعراضنا، على مواقع التواصل الاجتماعي.
اكتفينا بالمراقبة، ولم ندخل، كما تستوجب المسؤولية الثقافية والاخلاقية، إلى معمعان التراشق، خشية أن تصيبنا سهامه، او خشية ان تنخدش سمعتنا الفيسبوكية وطهارتنا الاخلاقية.
طبقنا القاعدة الجبانة اللعينة: «حادت عن ظهري بسيطة» و»بطيخ يكسر بعضه». وتركنا الفضاء السامي الجميل نهبًا للسفهاء والمذهونين، والمواطنين الذين تم تضليلهم والتغرير بهم، وأسفر نكوصنا عن تكريس قيادات الرداءة والدمامة وزعامات التخلف والجهل على منصات قيادة الذوق العام والأخلاق الاجتماعية، فوضعنا معايير جديدة ستصبح بعد قليل، جزءا معتمدا من العادات والتقاليد!!.
حكمنا الخوف والتردد والتقية، فاهتبل السفهاء الفرصة والمساحة، واوغلوا في اذواقنا تشويها وتكييفا وتمزيقا وتفكيكا وتركيبا، على ذوقهم السقيم وثقافتهم الموغلة في القتامة والقدامة.
إن المواطنين المحترمين، الذين يوزعون ويروجون صور وافلام وتسجيلات الرداءة والبذاءة، يسهمون عن قصد أو بدونه، في دعم وتشجيع المغرضين والمتخلفين والمتشددين، الذين لا يستوعبون أن تشارك سبع سيدات وزيرات في الحكومة الأردنية، انطلاقا من موقف ظلامي متشدد ضد المرأة، التي حرمت بعض العقليات تعليمها وحرمت حتى قيادتها السيارة.
في هذا الوقت الجميل من القرن الواحد والعشرين، الذي تستكثر فيه العقلية الجامدة المتحجرة، اي دور او مسؤولية توكل الى النساء، تقود الكابتن الطيار ابنة جبل عجلون الأشم كارول الربضي ومساعدتها الشركسية سليلة الجبال والذرى هديل خمش، وأربع مضيفات نشميات اردنيات، طائرة الخطوط الملكية الأردنية -عالية من أثينا إلى عمان، بكل كفاءة وثقة واقتدار وجسارة وأمان.
كان يجب أن يتقدم المثقفون المنصفون إلى منصات التواصل الاجتماعي لدحض التجني والتشويه والكذب والدجل والتخلف، لأن ظهور الكتاب والمثقفين القدوات المحترمين، سيؤدي إلى إحداث تحول في المزاج العام، المعروف انه مزاج مراقب متلقٍّ متأثر بما يقرأه ويسمعه.
وفي هذا المجال، يجدر ان أشير إلى الأصدقاء الأعزاء الأساتذة نصر المجالي وباسل الرفايعة وأسامة الرنتيسي وبسام بدارين الذين واجهوا الرداءة والدمامة، بجميل كتاباتهم الشجاعة المؤثرة. وبالطبع لم يكونوا وحدهم، وفي المرة القادمة، سنحاول أن نشكل جبهة المثقفين المنصفين ضد التزوير والتلفيق واغتيال الشخصيات.
محمد داودية