حين تحيط بالناس الكوارث يبحثون عن النجاة فحب البقاء غريزة ، وهنا أتحدث عن المحافظة على ما تبقى من هذه الأمة بعد سلسلة الزلازل والنكبات التي حلت بنا بتخطيط عدونا وعدم مبالاتنا وتآمرنا على انفسنا !! ليس غريبا’ أن يتآمر علينا عدونا فالأمم في حالة صراع مستمر رغم اننا نتمنى تعايش الأمم لكن السياق التاريخي والحالي و المستقبلي يؤكد حتمية الصراع وقد أشار القرآن الكريم كلام رب العالمين الى ذلك ( ولا يزالون يقاتلونكم ) ( ولا يزالون مختلفين ) ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) وفي الحديث الشريف ( تداعى عليكم الأمم …) فإذا كان الأمر كذلك فليس غريبا’ ما جرى ويجري لكن الغريب أن نتآمر على انفسنا ويقتل بعضنا بعضا’ ، ويصير منا من يوالي العدو ويبيع أمته ودينه وقومه وأخلاقه ومستقبل الأجيال !! كيف نستمر في الصراعات الداخلية ونحن على يقين بأن ذلك يصب في مصلحة المناهضين لنا ؟ كيف يستمر حكم الفرد الدكتاتور وقد جربت شعوب الأرض حكم الفرد ووجدته ضارا’ وتحولت لتتقدم بحكم مؤسسي ، ما الحاكم فيه سوى فرد منهم خادم لهم ؟ كيف نقبل استمرار الفساد و نهب المال العام بينما نعلم أن هذا لا يقبله الله ويمنعه القانون وهو خيانة ما بعدها خيانة؟ كيف نستمر في تزوير ارادة الناس تحت مسمى ديموقراطية شكلية لا تسمن ولا تغني ، يبيع فيها الناس مستقبلهم وأموالهم ؟ كيف نقبل أن نُبَاع بالقطعة للأعداء ونحن نعلم أو موالاة الأعداء تختلف عن التعامل السياسي الفني؟ كيف نقبل أن نطلق أسلحتنا على بعضنا في مراجل غير محمودة بينما المحتل يسرح ويمرح ويدنس ويقتل ويعتقل ؟ كيف نقبل أن نزداد ذلا’ أمام البنك الدولي وصندوق النقد ونبيع مستقبل شعوبنا ليتبغدد مسؤولون ونساؤهم وحفلاتهم وبذخهم وسكرهم وعربدتهم ويخوتهم وقصورهم ؟ كيف نجرب المجرب ونقدم الفاسد أو الضعيف ونحن نعلم علم اليقين أن هؤلاء جزء من المصائب التي ستحل علينا ؟
نحن أمة لها تاريخ وهوية ومعلوم لنا طريق النهضة فلماذا نتنكب الطريق ونصر على العوج ؟ المكتوب من عنوانه والطريق واضح ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فتحديد الهوية والتمسك بالمبادئ والحزم الاداري الذي يقوده الأمناء الأقوياء هو الطريق الصحيح ولا يصلح اخر هذه الأمة الا بما صلح به أولها .
د. بسام العموش