كتّاب

أبناء الريف والبادية وإبداعاتهم

كان لي شرف رعاية تخريج طلبة مدرسة وروضة سلحوب النموذجية في مركز زها الثقافي بمنطقة خلدا في عمان مساء يوم السبت 14/7/2018 بحضور رئيس بلدية بيرين السيد وهبي الزواهرة وأولياء أمور الطلبة وعدد من المدعوين.
هذه المؤسسة التربوية الرائدة هيّأت لطلبتها بيئة تربوية. ثقافية. اجتماعية. وعلمية مستمدة من عقيدتنا الدينية السمحة والكنوز الثمينة للموروث التربوي والثقافي والاجتماعي لمنظومة القيم المتوارثة عندما حوّل أصحاب الخبرة والرأي السديد آنذاك اسم وزارة المعارف سابقاً باسمها الحالي. مدركين أن التربية هي من يرفد المجتمع بالكوادر البشرية وانه خير في أي علمٍ أو عملٍ لا يسمو بسمو الأخلاق. وإن صلحت مخرجات التربية والقضاء صلح المجتمع بأسره.
أدرك مؤسس هذا الصرح التربوي الأستاذ الدكتور أحمد عقل الخوالدة أنه لا بدّ من توفير فرص العمل التي تتلاءم والبيئة المجتمعية المحافظة لعمل أبنائه بعد انتهائهم من الدراسة الجامعية على نفقته الخاصة. بدلاً من انتظار الوظيفة العامة مع طوابير الخريجين عشرات السنوات. مما دعاه إلى تأسيس هذه المدرسة التي احتضنت العديد من أبناء البلدة والقرى المجاورة وتوفير فرص العمل لأبنائه وغيرهم من أبناء المجتمع المحلي بغض النظر عن حسابات الربح والخسارة.
ما يثلج الصدر ويسرّ الخاطر التفوّق التربوي للورود اليانعة أمل الأمة وبناة الغد من خريجي هذه المؤسسة التربوية على مستوى اللواء والمملكة ومنهم من رشح للمنافسة في المسابقات العلمية والثقافية على مستوى الدول العربية.
هنالك الكثير من ابداعات أبناء الريف والبادية في مجال الاعتماد على الذات لتوفير لقمة العيش بعفّةٍ وكرامة. والتفوق والابداع المتميز في جميع المجالات العلمية والثقافية على مستوى المملكة والعالم بأسره رغم شحّ الموارد والإمكانيات آنذاك. ورغم أنهم لم يجدوا أي دعمٍ أو مساعدة من الجهات الرسمية سوى اليسير اليسير من مواردهم المحدودة.
آن الأوان لتوزيع مكتسبات الوطن بعدالة وشفافية تامة والتركيز على تنمية مناطق الريف والبادية عملاً على أرض الواقع بدلاً من البهرجة الإعلامية والوعود المتكررة دون تنفيذ ملموس. وإيلاء المبدعين والمجدّين من أبناء تلك المناطق ما يستحقون من العناية والرعاية بدلاً من تجاهلهم وتهميشهم.
خلــف وادي الخوالـــدة
wadi1515@yahoo.com
 0777743374 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *