التحالف المدجج بالمال والسلاح والدبلوماسية، المنعقد الآن بين أميركا وإسرائيل، ليس مسبوقا منذ إعلان قيام إسرائيل سنة 1948. انه تحالف افضل مما تمناه ثيودور هرتزل وزائيف جابوتنسكي ودافيد بن غوريون وغولدا مائير ومناحيم بيغن واسحق شامير وبنيامين نتنياهو، في احلامهم الموغلة في اليقظة والاستحالة، وليس اكثر منه صلابة وسخاء واكتمالا.
يقابله صراع غرائزي مريب ليس لنهايته أفق بين فتح وحماس.
فكيف سيواجه المتصارعون، الذين يضعف كل طرف منهما الثاني، عدوا محتلا مدعوما، لم يكن ليفكر في صفقة العصر، لولا انه وجد ثقوبا فاغرة وتهتكا مغريا وتوقيتا مواتيا لتوجيه عدة طعنات مدمرة قاتلة لقضية الشعب الفلسطيني العادلة مثل:
1 – صفقة العصر.
2 – اعلان يهودية الدولة.
3 – نقل السفارة الأمريكية الى القدس.
4 – انهاء قضية اللاجئين واغلاق الاونروا.
5 – الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
ستظل المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية الرسمية لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وتحديدا مقاومة صفقة العصر، مجرد مقاومة صوتية لفظية بالعنتريات والبيانات والمقالات والمظاهرات والندوات والمهرجانات والتنديد وحرق أعلام إسرائيل وأمريكا. ستظل جعجعة بلا طحن.
لا تلوموا ترامب ولا نتنياهو. فلم يفعلا سوى اخذ -و لا أقول انتزاع- المساحة التي افرغتها القيادات الفلسطينية. ودعتهما لملئها!!
بت مقتنعا الآن أكثر فأكثر، بقوة وحضور وتأثير، التيار المتأسرل في القرار الفلسطيني، ودور هذا التيار -بالإضافة الى لوثة السلطة وشهوتها ولو على خازووق- في استمرار دولتي رام الله وغزة والصراع المحتدم بينهما وعدم الذهاب إلى كلمة الله والوطن السواء !!
كم مرة اعلن الطرفان الفلسطينيان -ولا أقول الخصمان ولا العدوان- منذ انشقاق غزة 2007 التوصل الى اتفاق إنهاء الانقسام الداخلي وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعلان المصالحة، ولم ينفذ ما اتفق عليه. في حين أن الاتفاق كان ممكنا وتم مع الاسرائيليين.
هنا الاتفاقات الفلسطينية الستة:
1. اتفاق مكة في 8 شباط 2007.
2. اتفاق الوفاق الوطني في القاهرة 4 أيار 2011.
3. اتفاق القاهرة في 20 كانون الاول2011.
4. اتفاق الدوحة في 6 شباط 2012.
5. اتفاق الشاطيء غزة في 23 نيسان 2014.
6. اتفاق القاهرة في 12 تشرين الأول 2017.
من يعطل الاتفاقات بعد إبرامها وخاصة المشفوعة بقسم على تنفيذها تحت استار الكعبة !؟
محمد داودية