أعتادت عائلتي ونحن في سن الطفولة أن تصحبنا في العطلة الصيفية إلى دمشق الحبيبه لنمضي ألاجازة هناك وبالتأكيد فسوق الحميدية كان الاجمل بالنسبة لنا للذهاب اليه ،وفي أحد المرات أستوقفني عند الباب الرئيس للسوق بائع خضار ينادي بأعلى صوته (خاين يا طرخون)، وبفضول الطفل سألتهُ لماذا تسميه بهذا الإسم وهو أقرب إلى الزعتر،ضحك البائع وقال ( ليكي بنتي هذا النبات بتزرعيه بأرضك بيطلع عند الجيران مشان هيك بنقوله خاين) ،لا أدري لما استرجعت هذه الحادثه من مخزون الذاكرة البعيدة يوم أمس لأُسقطها على قضية قنديل وأمثاله،،، ترى كم شتلة طرخون زرعت في أرضنا الطهور سقيناها ورعيناها اشتد عودها واخضرت طرحت في أرض الغير وبثت سمومها بإتجاه الوطن ؟؟ وكأنها نبتٌ شيطاني ،عندما منع مؤتمرهم تعالت العديد من الأصوات من منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على الفكر والحوار المنفتح وحرية الرأي،، وشاركهم من شاركهم على وسائل الاعلام المختلفه ومنصات التواصل الاجتماعي لوصف من كان مؤازرآ للمنع بالتخلف والرجعية والقمع،،ووصلت الأمور إلى التشكيك ببعض الأسماء انها تحرض وتدعوا للقتل والفتنه وتبث خطاب الكراهية،، وكأن مجتمعنا الأردني أستقامت كل أركانه بعيش كريم فلم يعد يعاني من فقر او بطالة او تأمين صحي وتعليمي وتهالك في بعض البنى التحتية التي أتت على أبناءنا غرقآ مع هطول أول بشائر امطار الشتاء ،وبقي هم المواطن رفاهية الفكر التنويري الفلسفي عن السرديات الاسلاميه الجديدة الذي تقدمه مؤسستهم التي لم نسمع بإنجازاتها من قبل أو ببحوثها العلمية أو الثقافية القيمه في اي محفل يشارُ اليه بالبنان ليكون مرجعيةٍ كأمهات الكتب، على العكس فقد ارادوا دس السم بالعسل لمجتمعٍ آمن من الفتن والنعرات ألمذهبية والعرقيه منذ سنين خلت فكانت لهم الأجهزة الأمنية بالمرصاد لوئد ألفتنه في أرحامهم قبل أن تلدَ أجنةٍ مستورده مشوهة بعيدةً عن ملح هذه الأرض ونقاءها وطُهرِ مواطنيها، فكيف لمسيلمةَ الكذاب بمسرحية خطفه وتعذيبه أن يقود الرأي العام ويعبث بعقول شبابنا بفكره الأجرامي؟ لم نكن يومآ ولن نكون مع قمع الحريات الوازنه وحرية الرأي والتعبير المسؤوله التي تميز بين الغث والسمين، أو مع الحجر على العقول من البحث والتفكير والأنفتاح على الآخر دون أن تكون نصلآ صدئآ يمتدُ لطعن الوطنِ على حين غرة، مؤمنين بمقولة الزعيم الراحل غاندي( يجب أن افتح نوافذ بيتي لكي تهُب عليه رياحُ جميع الثقافات ولكني انكرُ على أيٍ منها أن تقتلعني من جذوري) فيا صناع القرار في وطني حافظوا على نباتٍ بري أصيل نبت وتجذر في الأرض حبآ بها تجاوزتم عنه، واقتلعوا أشتال الطرخون التي زرعها بعضكم بحسن نواياهُ ظنآ منه أنها ستطرحُ ولأءً للوطن ولكم حتى لا نسمعكم يومآ تصرخون بوجعٍ … خاين يا طرخون .
د. اخلاص يخلف