كتّاب

الأردن وسورية.. أزمة مفتعلة

يظهر الجانبان الأردني والسوري رغبة أكيدة بتبديد الشكوك والمخاوف حيال علاقة البلدين في المستقبل.فبعد ساعات فقط على انتشار قائمة تضم آلافا من أسماء الأردنيين زعم الموقع الذي نشرها أنهم مطلوبون للجانب السوري وسيتم اعتقالهم في حال حاولوا زيارة سورية، خرج أولا الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير ماجد القطارنة لينفي صحة القائمة،ومن ثم صرح القائم بالأعمال السوري في عمان أيمن علوش بأن القائمة المتداولة ملفقة وغير صحيحة إطلاقا.
سبق هذه الواقعة أنباء تم تداولها تفيد باعتقال عدد من الأردنيين الذين غادروا إلى دمشق بقصد السياحة قبل أيام، ليتبين أن الأمر لايتعدى توقيف مواطن أردني واحد على خلفية قضية غير سياسية. الخارجية الأردنية تصدت لدحض الإشاعات بهذا الخصوص وأكدت في تصريحات صحفية أن موظفي السفارة الأردنية في دمشق يتابعون الموضوع عن كثب مع الجهات القضائية السورية وهم في طريقهم لتسوية الأمر. وبالأمس صرح علوش أنه ومن جانبه وجه مذكرة لحكومة بلاده للوقوف على أسباب اعتقال المواطن الأردني.
العلاقات الأردنية السورية على المستوى السياسي لم تكن في أحسن أحوالها خلال السنوات القليلة الماضية،لكن البلدين يمضيان إلى تصويبها بشكل متدرج.الاقتصاد يلعب دورا حيويا في هذه المرحلة لإعادة زخم العلاقات لما كانت عليه قبل الحرب التي شهدتها سورية.
لكن هناك أطرافا وقوى سياسية على الجانبين تحاول تعطيل عجلة التقدم في العلاقة وإعادتها إلى مربع الأزمة. الإرادة السياسية الأردنية محسومة في هذا الشأن،ولدى قطاع واسع من الأردنيين الرغبة في تنشيط أشكال التعاون على جميع الأصعدة.
منذ افتتاح معبر نصيب الحدودي قبل عشرين يوما تنقل مايزيد عن 55 ألف شخص بين البلدين، وبدأت حركة التجارة تستعيد نشاطها.
يوم ااإثنين الماضي فقط عاد 86 لاجئا سوريا إلى بلادهم مقابل 500 مسافر سوري تقريبا ممن يتحركون بشكل شبه يومي على الجانبين.
يتعين على الجانب السوري أن يأخذ مخاوف الأردنيين التاريخية من زيارة سورية على محمل الجد، فعلى مدار عقود سابقة تعرض المئات للاعتقال والاختفاء القسري لأسباب مختلفة، وظل ملف المعتقلين الأردنيين في سورية حاضرا كواحد من الملفات الشائكة التي تعكر صفو العلاقات.
مثل هذه الذاكرة ما تزال محفوظة في ذهن الأردنيين، ويتعين على الأشقاء تبديدها حاليا.
مصلحة سورية هي باستمرار حركة السياحة الأردنية إلى سورية، وقد شهدنا إقبالا كبيرا في الأيام الماضية كان له دور مؤثر في تحريك السوق السوري، خاصة مع بدء شركات النقل السياحي بتنظيم رحلات منتظمة لدمشق.
الأردن صاحب مصلحة أيضا، ففتح الحدود يحرك قطاعات عديدة، وينعش أسواقا وتجارة عانت الكثير من حروب دول الجوار.
هناك بلا شك المئات من المواطنين الأردنيين المعارضين للنظام السوري واتخذوا مواقف علنية وشاركوا في حملات منظمة. المرجح أن هؤلاء لن يغامروا في زيارة سورية في وقت قريب مهما كانت التطمينات، ولذلك لا مبرر لوضع قوائم بالممنوعين من الجانب السوري.
عدد المؤيدين لاستئناف العلاقات بين البلدين كبير ويكفي ليغمر المعبر بمئات السيارات.

فهد الخيطان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *