كتّاب

لماذا دعمونا والى متى؟ وما العمل وطنيا؟

مررنا بمحنة وأزمة وعسر وضيق جعلنا كيانا ونظاما على حافة الخطر الشديد، فقد كانت الحكومة السابقة عازمة على فرض أعباء ضريبية خانقة، لا يمكن تحملها، مما أدى إلى انفجار السخط والغضب الشعبي على الحكومة والحكومات السابقة وعلى الفاسدين اللصوص «الخَون» الذين رتعوا ورثعوا وولغوا في دمنا.
اكد زعماء السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، الذين يستحقون انصع الشكر والتبجيل، مجددا على عمق اخوتهم وصدق محبتهم للأردن شعبا ونظاما سياسيا، بعقد قمة مكة المكرمة وتقديم مبلغ 2.5 مليار دولار على شكل حزمة من المساعدات والدعم لبلادنا، «ستساعد في تجاوز الأزمة» كما قال ملكنا الهُمام.
الزعماء الثلاثة ذوو الرؤية الاستراتيجية الذين هبّوا لدعم الأردن، يؤكدون ان الامن القومي العربي كالأواني المستطرَقة، وهو امن واحد موحد، يؤثر كل قطر فيه على الأقطار الأخرى، وأنه لا استقرار ولا امن ولا تقدم لقطر عربي، دون الاقطار الشقيقة. وانه لا حياة ولا نجاة إلا معا.
ان قوة وأهمية الاردن في الجغرافيا السياسية العربية الإقليمية ناصعة، واضحة ومحددة.
وقد برهنت وقفة الاتحاد الأوروبي، الذي عبرت عنها بوضوح في اكثر من مناسبة، فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن ان موقع الاردن في الامن والسلام العالميين هو موقع استراتيجي مؤثر.
ويحمل الدعم الأمريكي القوي السخي والمتواصل لبلادنا، المقدر ب 1.3 مليار سنويا، رسالة قوية واضحة على أهمية الاردن في السلام العالمي والسلام الاقليمي ودوره الحاسم المؤثر في الحملة الدولية على الإرهاب.
الاردن له سند وعضد ولن يترك وحيدا. والاردن لن يقع.
ومن اجل تعزيز ذلك، مطلوب فورا وبلا تردد وبلا هوادة، بذل الجهود العلمية من اجل وقف التهرب الضريبي، الذي هو في مرتبة اللصوصية والفساد والخيانة الوطنية.
ومطلوب وقف وحشية الفاسدين وتغولهم.
ومطلوب استرداد أموال الشعب من اللصوص الذين تنمّروا على الوطن ونهبوه.
فلن تستمر إلى ما لا نهاية، المساعدات الأمريكية والأوروبية واليابانية والخليجية (السعودية والكويت والامارات). والاعتماد على النفس هو خطة عمل تقشفية طويلة المدى، يجب ان نستعد لها وان تكون مقرونة ببرنامج تعليمي ثقافي يحضرنا مهنيا وسلوكيا ومعرفيا وعلى مستوى العادات والتقاليد للمراحل الصعبة القاسية القادمة.
فها نحن نطالب كمعتصمين ومتظاهرين ومثقفين واصلاحيين بتغيير النهج الاقتصادي السياسي. وها هو الملك يلبي نداء شعبه ويضع الجملة (تغيير النهج) في كتاب التكليف.
ألن يكون عبثا وبلا طائل، تغيير النهج الرسمي بغير تغيير النهج الثقافي الشعبي ؟!
هل سنغير النهج القديم الذي انتهى بنا الى الازمات، فننتخب نوابنا وقيادات العمل النقابي والحزبي والشبابي والجامعي والنسائي والجمعيات والبلديات واللامركزية على أسس وطنية جديدة عابرة للانحيازات والهويات الفرعية؟
هل سنغير النهج البالي القديم، فلا نحمي «ابناءنا» الاوغاد الفاسدين الذين نهبوا المال العام؟

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *