كتّاب

تولانا من لا يعرف جغرافيا وديموغرفيا الأردن

نحتنا ورفعنا شعارا سياحيا وطنيا في جمعية الحوار الديمقراطي الوطني مفاده: «اعرف وطنك أكثر، تحبه اكثر». ومفهوم المخالفة لهذا الشعار السياحي، هو شعار سياسي مفاده: «من يجهل وطنه، لا يحبه كثيرا. أو يحبه قليلا». هذا إذا كان لمن يجهل وطنه، وطن. وإذا كان يقدر ويحترم المواطنين وهو لا يعرفهم.
الخطأ الذي وقع فيه الرئيس الدكتور هاني الملقي هو انه قبل في حكومته من يجهل الوطن الأردني جغرافيا وديموغرفيا. ومن لم يسمع في حياته مصطلح العدالة الاجتماعية. ولا سمع قول رسولنا الكريم «الراحمون يرحمهم الرحمن».
وللأمانة فقد ضمت وزارة الدكتور الملقي كفاءات متميزة من ابناء الوطن كانت خطيئتهم انه افلتوا خطام من تفرد بالقرار وزعم أن بعض بنود قانون ضريبة الدخل المعدل ليست للمناقشة!!
كان حتميا ومؤكدا، ان تقع الوزارة كلها لا ان يقع الوزراء المستشرقون الغرباء وحدهم. ليس هذا فحسب، بل اوشك اولئك أن يجروا البلد إلى الفوضى والخراب، الذي ينتظره أعداؤنا و»اشقاء» لنا، لولا رشد الشعب. ورشد الاجهزة الامنية. ورشد القيادة.
وللاسف انهم سحبوا معهم كل اعضاء الحكومة، التي كان على أعضائها أن يدقوا على الطاولة وان يقولوا لا لبرنامج ضريبي قاس مؤلم، لا يمكن أن يتحمله المواطنون، خاصة انه كان مرفوقا برفع كبير في اسعار المحروقات والكهرباء.
تولانا -ولا يزال للأسف- وزراء نيام كسالى ناعمون مهفهفون معطرون. وصفهم الملك ادق وصف، عن معرفة ومتابعة ومراقبة. وزراء غير ميدانيين غير مغبرين، لا يعرفون الوطن ولا المواطن فكيف يخططون لنا وكيف يحكموننا؟!
هؤلاء المستشرقون الغرباء من المؤكد ان يتخذوا قرارات ظالمة مجحفة تستفز المواطنين وتسوقهم الى الشوارع غاضبين محتجين وتخرجهم عن طورهم و»تلزهم على الطور» !!.
وزراء يعرفون بلغاريا والمكسيك واسبانيا والريفيرا الفرنسية وفينيسيا وميامي والاكروبوليس والارميتاج وبرج ايفل، كما يعرفون راحة ايديهم واكثر مما يعرفون معان والمفرق والطفيلة و»ملتشا» ودير يوسف وعيرا ويرقا ودير علا والباعج والضليل والخشافية والمظلومة وتبنا والعينا وقطر والصافي والوحدات والبقعة والطالبية. وزراء لا يعرفون حتى أين تقع مئات القرى والمدن الاردنية. وبالطبع هم لا يعرفون اهلنا وعشائرنا ودواوينهم. ولا يعرفهم اهلنا ولا تعرف عشائرنا أشكالهم.
يعرفون الكافيار والسالمون وافخر انواع الويسكي والنبيذ والكونياك ولا يعرفون الغبيب والجبجب والرشوف والمجللة. ولا يعرفون الطيط والجعدة والغيصلان والبعيثران والشيح والقيصوم.
أما وقد تم تشكيل الحكومة، فالواجب أن نتعامل معها بايجابية. وان نضرع الى الله ان يوفقها في مهامها الصعبة. وان نمنحها فرصة الـ 100 يوم المعمول بها في التقاليد السياسية، قبل أن نهاجمها كما تم بضراوة على مواقع التواصل الاجتماعي. واجبنا ان لا نفت في عضد اعضائها قبل ان نشرع في الترحم على سابقتها التي لو خلت من 3 أعضاء، لما اقدمت على ما اقدمت عليه، ولكانت حكومة نموذجية لا تضاهى.

محمد داودية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *