كانت الاجتماعات تعقد في دار رئاسة الوزراء لمناقشة التعديلات على قانون ضريبة الدخل بحضور رئيس الفريق الاقتصادي جعفر حسان والعين رجائي المعشر رئيس اللجنة المالية في مجلس الأعيان وزياد فريز محافظ البنك المركزي ومحمد المومني وزير الاعلام وعمر ملحس وزير المالية ويعرب القضاة وزير الصناعة والتجارة ومهند شحادة وزير الاستثمار وصلاح البشير كمستشار قانوني والنائب خير ابو صعيليك رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب ومحمد العسعس المستشار في الديوان الملكي وحسام ابو علي مدير عام ضريبة الدخل والمبيعات.
كان جعفر حسان، الذي يتغيب عن حضور اللقاءات الجماهيرية مع النقابات ومنظمات المجتمع المدني، يصر على تثبيت المواد التي شوهت القانون ولغمته. ويضرب عرض الحائط بنصائح عدم رفع اسعار الوقود والكهرباء.
ويعرض كليا عن اراء ومقترحات دعت الى عدم القاء الاعباء على الطبقتين المتوسطة والفقيرة، جاءت من المشاركين في الحوار. فأدت ادارته المتفردة للملف الاقتصادي إلى اندلاع الاحتجاجات الغاضبة الواسعة التي نجم عنها رحيل الحكومة وتعريض البلد لهزة عنيفة تمنيت لو انها أطاحت به وحده. ولم تعرض بلدنا لما جرى.
والسؤال الكبير هو: من زود هذا بهذه القوة؟ ومن نططه على رقاب غيره فدفع وزيرا فذا مثل حازم الناصر الى الاستقالة احتجاجا على هذا التنطيط؟!.
وعلى عكس ما اشاع البعض فقد كان ممثل الديوان الملكي يصر على عدم اقحام الديوان الملكي في الموضوعات التي تلحق الضرر بالمواطنين.
وحين اصر القوم وخاصة مدير الضريبة على عدم إدراج من هم في سن الثامنة عشرة في قوائم المكلفين ضريبيا المقرر حصولهم على رقم ضريبي أصر الزعيم على إدراجهم!!
وقد وقف بقوة وشدة، ضد برنامج الحوار الضخم، الذي أعده وزير الاعلام، فأوقفه والغاه، وخاصة الحوار مع غرف التجارة والصناعة، رغم الإعلان المسبق عنه.
نحن بالتاكيد مع 100 يوم فترة هدوء وسماح للحكومة. لكنني اعتقد انها ستصرف الـ 100 يوم في تعرف طاقمها على بعض. وستحتاج الى اكثر من 400 يوم ليعرف بعض أفراد الحكومة أن دلاغة في الجنوب وان في الاردن قرية اسمها قطر. وان الشجرة قرية اردنية وليست شجرة عائلة. وان الرشوف طبخة وليس ماركة عطور جديدة. وان فقراء الاردن هم وحدهم اللطفاء حماة العرش وانهم ليسوا شحادين على ابواب التنمية الاجتماعية !!
وان فترة تعليم اللغة العربية -ولاحقا اللهجة الاردنية- لغير «الراطنين» بها ولغير السامعين بها، بالتاكيد اطول من عمر الحكومة.
وآمل ان لا يكون صحيحا ما سمعته عن وزراء حاليين «ينتقدون» التشكيلة الوزارية الجديدة ويقولون: على غير هذه التشكيلة جئنا وعلى غيرها شاركنا.
خيبة الأمل ستكون كبيرة ليس لأن اصبع القرشلة قد غرق في كاسة الشاي، وإنما لغرق اصبع القرشلة الثاني الذي استخدم لإنقاذه.
محمد داودية